أرسلان بن قطب الدين أبى الغازي ولم يذكر ابن الأثير خبر وفاته أيضا وبقي مملكا في كفالة النقش إلى سنة احدى وستمائة والله أعلم * (مقتل النقش واستبداد ارتق المنصور واتصال الملك في عقبه) * ثم استنكف ارتق من الحجر ومرض النقش سنة احدى وستمائة فجاء ارتق لعيادته وقتل لؤلؤا خادمه في بعض زوايا بيته ورجع إلى النقش فقتله في فراشه واستقل بملك ماردين وتلقب المنصور وتوفى سنة ست وثلاثين وثلثمائة وملك بعده ابنه السعيد نجم الدين غازي بن ارتق وتوفى سنة ثمان أو ثلاث وخمسين وملك بعده أخوه المظفر قرا أرسلان بن ارتق فأقام سنة أو بعضها ثم هلك سنة ثلاث وتسعين وستمائة وملك بعده أخوه المنصور نجم الدين غازي بن قرا أرسلان إلى أن توفى سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لأربع وخمسين سنة من ولايته وملك بعده ابنه المنصور أحمد إلى أن توفى سنة تسع وستين لثلاث سنين من ولايته ثم ملك بعده ابنه الصالح محمود أربعة أشهر وخلعه عمه المظفر فخر الدين داود بن المنصور أحمد إلى أن توفى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وملك بعده ابنه مجد الدين عيسى وهو السلطان بماردين لهذا العهد والملك لله يؤتيه من يشاء من عباده (ولما) ملك هلاكو بن طلوخان بن جنكزخان مدينة بغداد وأعمالها أعطاه المظفر قرا أرسلان طاعته وخطب له في أعماله ولم يزالوا يدينون بطاعة بنيه إلى أن هلك أبو سعيد ابن خربهرا آخر ملوك التتر ببغداد سنة سبع وثلاثين فقطعوا الخطبة لهم واستبد أحمد المنصور منهم وهو الثاني عشر من لدن أبى الغازي جدهم الأول (وأما) داود بن سقمان فإنه ملك حصن كيفا من بعد سقمان أبيه وإبراهيم أخيه ولم أقف على خبر وفاته (وملك بعده) ابنه فخر الدين قرا أرسلان بن داود وملك أكثر ديار بكر مع حصن كيفا وتوفى سنة ثنتين وستين وخمسمائة (وملك بعده) ابنه نور الدين محمد بعهده إليه بذلك وكانت بينه وبين صلاح الدين مواصلة ومظاهرة ظاهر صلاح الدين على الموصل على أن يظاهره على آمد فظاهره صلاح الدين وحاصرها من صاحبها ابن سان سنة تسع وستين وصارت من أعمال نور الدين كما نذكر في دولة صلاح الدين ثم توفى نور الدين محمد سنة احدى وثمانين وخلف ولدين (فملك الأكبر) منهما قطب الدين سقمان وقام بتدبير دولته العوام ابن سماق الأسعد وزير أبيه وكان عماد الدين أخو نور الدين هو المرشح للامارة إلا أنه سار في العساكر مددا لصلاح الدين على حصار الموصل فلما بلغه الخبر بوفاة أخيه سار لملك البلد لصغر أولاد أخيه نور الدين فلم يظفر واستولى على خرت برت فانتزعها منهم وملكها وأورثها بنيه فلما أفرج صلاح الدين عن الموصل لقيه قطب الدين سقمان
(٢١٨)