وازدحموا في الباب فمنعهم الزحام من اغلاقه فاقتحم السلطان المدينة وقبض على ثلاثين من أهل الفتنة فقتلهم وجئ ببندار وكان بالغا في الفساد وكسر سرير الملك الذي نصبه بها محمد بن ملك شاه فمثل به وفصل أعضاءه بين يديه وأقام السلطان بكنجة نحوا من شهر ثم سار إلى خلاط مستمدا للأشرف فارتحل الأشرف إلى مصر وعلل بالمواعيد ووصل السلطان في وجهته إلى قلعة شمس وبها أراك بن إيوان الكرجي فخرج وقبل الأرض على البعد ثم بعث إلى السلطان ما أمرى وبعث السلطان إلى جيرانه من الملوك مثل صاحب حلب وآمد وماردين يستنجدهم بعد يأسه من الأشرف وجرد عسكرا إلى خرت برت وملطية وآذربيجان فأغاروا في تلك النواحي واستاقوا نعمها لما بين ملكها كيقياد وبين الأشرف من الموالاة فاستوحش جميعهم من ذلك وقعدوا عن نصرته والله تعالى ولى التوفيق * (واقعة التتر على السلطان بآمد ومهلكه) * كان السلطان بلغه وهو بخلاط أن التتر ساروا إليه فبعث السلطان الأمير أوترخان في أربعة آلاف فارس طليعة فرجع وأخبر أن التتر رجعوا من حدود ملازكرد وكان الأمراء أشاروا على السلطان الانتقال بديار بكر وينجرون إلى اصبهان ثم جاءه رسول صاحب آمد وزين له قصد بلاد الروم وأطمعه في الاستيلاء عليها ليتصل بالقفجاق ويستظهر بهم على التتر وأنه يمده بنفسه في أربعة آلاف فارس وكان صاحب آمد يروم الانتقام من صاحب الروم بما ملك من قلاعه فجنح السلطان إلى كلامه وعدل عن اصبهان إلى آمد فنزل بها وبعث إليه التركمان بالنذير وانهم رأوا نيران التتر بالمنزل الذي كانوا به أمس فاتهم خبرهم وصبحه التتر على آمد وأحاطوا بخيمته قبل أن يركب فحمل عليهم أوتر خان حتى كشفهم عن الحركات وركب السلطان وركض وأسلم زوجته بنت الأتابك سعد إلى أميرين يحملانها إلى حيث تنتهي الجفلة ثم رد أوتر خان والعساكر عنه ليتوارى بانفراده عن عين العدو وسار أوتر خان في أربعة آلاف فارس فخلص إلى اصبهان واستولى عليها إلى أن ملكها التتر عليه سنة تسع وثلاثين وذهب السلطان مستخفيا إلى باشورة آمد والناس يظنون أن عسكره غدروا به فوقفوا يردونهم فذهب إلى حدود الدربندات وقد ملئت المضايق بالمفسدين فأشار عليه أوتر خان بالرجوع فرجع وانتهى إلى قرية من قرى ميافارقين فنزل في بيدرها وفارقه أوتر خان لي شهاب الدين غازي صاحب حلب لمكاتبات كانت بينهما فحبسه ثم طلبه الكامل فبعث به إليه محبوسا ثم سقط من سطح فمات وهجم التتر على السلطان بالبيدر فهرب وقتل الذين كانوا معه وأخبر التتر أنه
(١٤٣)