الشأم على أثر غازان فتقدم بيبرس وسار في العساكر ووقعت المراسلة بينه وبين قفجق وبكتمر والبكى فأذعنوا للطاعة ووصلوا إلى بيبرس وسلار فبعثوا بهم إلى السلطان وهو في الصالحية في شعبان من السنة فركب للقائهم وبالغ في تكرمتهم والاقطاع لهم وولى قفجق على الشوبك ورحل عائدا إلى مصر ودخل بيبرس وسلار إلى مصر وقرروا وفي ولايتها جمال الدين أقوش الافرم بدمشق وفي نيابة حلب قراسنقر المنصوري الجوكندار لاستعفاء بليان الطباخي عنها وفي طرابلس سيف الدين قطلبك وفي حماة كيبغا العادل وفي قضاء دمشق بدر الدين بن جماعة لوفاة امام الدين بن سعد الدين القزويني وعاد بيبرس وسلار إلى مصر منتصف شوال وعاقب الافرم كل من استخدم للتتر من أهل دمشق وأغزى عساكره جبل كسروان والدرزية لما نالوا من العسكر عند الهزيمة وألزم أهل دمشق بالرماية وحمل السلاح وفرضت على أهل دمشق ومصر الأموال عن بعث الخيالة والمساكن لأربعة أشهر؟؟ وضمان للقرى وكثر الارجاف سنة سبعمائة بحركة التتر فتوجه السلطان إلى الشأم بعد أن فرض على الرعية أموالا واستخرجها لتقوية عساكره وأقام بظاهر غزة أياما يؤلف فيها الأمصار ثم بعث ألفى فارس إلى دمشق وعاد إلى مصر منسلخ ربيع الآخر وجاء غازان بعساكره وأجفلت الرعايا أمامه حتى ضاقت بهم السبل والجهات فنزل ما بين حلب ومرس ونازلها واكتسح البلاد إلى أنطاكية وجبل السمر وأصابهم هجوم البرد وكثرة الأمطار والوحل وانقطعت الميرة عنهم وعدمت الأقوات وصوعت المراعى من كثرة الثلج وارتحلوا إلى بلادهم وكان السلطان وقد جهز العساكر كما قلنا إلى الشأم صحبة بكتمر السلحدار نائب صفد وولى مكانه سيف الدين فنحاص المنصوري ثم وقعت المراسلة بين السلطان الناصر وبين غازان وجاءت كتبه وبعث الناصر كتبه ورسله وولى السلطان على حمص فارس الدين البكى والله سبحانه وتعالى أعلم * (وفاة الخليفة الحاكم وولاية ابنه المستكفى والغزاة إلى العرب بالصعيد) * ثم توفى الخليفة الحاكم بأمر الله أحمد وهو الذي ولاه الظاهر وبايع له سنة ستين فتوفى سنة احدى وسبعمائة لاحدى وأربعين سنة من خلافته وقد عهد لابنه أبى الربيع سليمان فبايع له الناصر ولقبه المستكفى وارتفعت شكوى الرعايا في الصعيد من الاعراب وكثر عيثهم فجهز إليهم السلطان العساكر مع شمس الدين قراسنقر فاكتسحهم وراجعوا الطاعة وقرر عليهم مالا حملوه ألف ألف وخمسمائة ألف درهم وألف فرس واحدا وألفى جمل اثنين وعشرة آلاف رأس من الغنم وأظهروا الاستكانة ثم أظهروا النفاق فسار إليهم كافل المملكة سلار وبيبرس في العساكر فاستلحموهم
(٤١٥)