مائة وعشرين ألف درهم يحملانها في كل سنة ولما رجع سنة تسع وستين وفتح حصن الأكراد مر بحصن العليقة من حصونهم فملكه من يد بن الرضى منتصف شوال من السنة وأنزل به حامية ثم سار لقتال التتر على البيرة كما يذكر ورجع إلى مصر فوجد الإسماعيلية قد نزلوا على الحصون التي بقيت بأيديهم وسلموها لنواب الظاهر فملكوها وانتظمت قلاع الإسماعيلية في ملكة الظاهر وانقرضت منها دعوتهم والله سبحانه وتعالى أعلم * (حصار التتر البيرة وهزيمتهم عليها) * ثم بعث ابغا بن هلاكو العساكر إلى البيرة سنة احدى وسبعين مع دربارى من مقدمي أمرائه فحاصرها ونصب عليها المجانيق وكان السلطان بدمشق فجمع العساكر من مصر والشأم وزحف إلى الفرات وقد جهز العساكر على قاصيته فتقدم الأمير قلاون وخالط التتر عليها في مخيمهم فجالوا معه ثم انهزموا وقتل مقدمهم وخاض السلطان بعساكره بحر الفرات إليهم فأجفلوا وتركوا خيامهم بما فيها وخرج أهل البيرة فنهبوا سوادهم وأحرقوا آلات الحصار ووقف السلطان بساحتها قليلا وخلع على النائب بها ؟؟ لحق دربارى بسلطانه ابغا مفلولا فسخطه ولم يعتبه والله تعالى ولى التوفيق * (غزوة سيس وتخريبها) * ثم نهض الظاهر من مصر لغزو سيس في شعبان سنة ثلاث وسبعين وانتهى إلى دمشق في رمضان وسار منها وعلى مقدمته الأمير قلاون وبدر الدين ببليك الخازندار فوصلوا إلى المصيصة وافتتحوها عنوة وجاء السلطان على اثرهم وسار بجميع العساكر إلى سيس بعد أن كنف الحامية بالبيرة خوفا عليها من التتر وبعث حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى أمير العرب بالشأم للإغارة على بلاد التتر من ناحيتها وسار إلى سيس فخربها وبث السرايا في نواحيها فانتهوا إلى بانياس وأذنة واكتسحوا سائر الجهات ووصل إلى دربند الروم وعاد إلى المصيصة في التعبية فأحرقها ثم انتهى إلى أنطاكية فأقام عليها حتى قسم الغنائم ثم رحل إلى القصر وكان للإفرنج خالصا لتبركهم برومة الذي يسمونه البابا فافتتحه؟؟ ولقيه هنالك حسام الدين العنتابي ومهنا بن عيسى راجعين من إغارتهم وراء الفرات ثم بلغه مهلك البرنس سمند بن تيمند صاحب طرابلس فبعث الظاهر بليان الدوادار ليقرر الصلح مع بنيه فقرره على عشرين ألف دينار وعشرين أسيرا كل سنة وحضر لذلك صاحب قبرس وكان جاء معزيا لبني البرنس ورجع الدوادار إلى الظاهر فقفل إلى دمشق منتصف ذي الحجة والله تعالى ينصر من
(٣٩١)