الوديعة إلى داره فقالت سمعا وطاعة ومشى بين يديها أعيان الدولة مع كل واحد الشمع والمشاعل يحملها الفرسان ثم جاءت المأمون من بعدهم في محفة مجللة عليها من الذهب والجواهر ما لا يحد ويحيط بالمحفة مائتا جارية من الأتراك على مراكب رائعة وأولم الخليفة وليمة لم يسمع بمثلها ثم أطلع للناس من الغد سماط مائدة عليها أربعون ألفا من السكر وخلع على أعيان العسكر وعلى جميع الحواشي * (استيلاء السلطان ملك شاه على ما وراء النهر) * كان صاحب سمرقند لهذا العهد من الخانية أحمد خان بن خضر خان أخي شمس الملك الذي كان أميرا عليها وعمته خاتون زوجة ملك شاه وكان ردئ السيرة فبعثوا إلى السلطان يسألونه الرجوع إلى إيالته وجاء بذلك مفتى سمرقند أبو طاهر الشافعي قدم حاجا وأسر ذلك إلى السلطان فسار من اصبهان سنة ثنتين وثمانين ومعه رسول الروم بالخراج المقدر عليهم فاستعجم وأحضر للفتح ولما انتهى إلى خراسان جمع العساكر وعبر النهر بجيوش لا تحصى وأخذ ما في طريقه من البلاد ثم انتهى إلى بخارى فملكها وما جاورها ثم سار إلى سمرقند فحاصرها وأخذ بهجتها ثم رماها بالمنجنيق وثلم سورها ودخل من الثلمة وملك البلد واختفى أحمد خان ثم جئ به أسيرا فأطلقه وبعث به إلى اصبهان وولى على سمرقند أبا طاهر عميد خوارزم وسار إلى كاشقر فبلغ إلى نور وكمن وبعث إلى كاشقر بالخطبة وضرب السكة فأطاع وحضر عند السلطان فأكرمه وخلع عليه وأعاده إلى بلده ورجع السلطان إلى خراسان وكان بسمرقند عساكر يعرفون بالحكلية فأرادوا الوثوب بالعميد نائب السلطان فلاطفهم ولحق ببلده خوارزم (عصيان سمرقند وفتحها ثانيا) * كان مقدم الحكلية بسمرقند اسمه عين الدولة وخاف السلطان لهذه الحادثة فكاتب يعقوب نكين أخا ملك كاشقر وكانت مملكته تعرف بارياسى فاستحضره وملكه ثم شكر له يعقوب وحمل أعداءه من الرعية على طلب الثأر منه وقتله بفتاوى الفقهاء واستبد بسمرقند وسار السلطان ملك شاه إليها سنة ثنتين وثمانين فلما انتهى إلى بخارى هرب يعقوب إلى فرغانة ولحق بولايته وجاء بعسكره مستأمنين إلى السلطان فلقوه بالطواويس من قرى بخارى ووصل السلطان إلى سمرقند وولى عليها الامبرانز وأرسل العساكر في طلب يعقوب وأرسل إلى ملك كاشقر بالجد في طلبه وشعب على يعقوب عساكره ونهبوا خزائنه ودخل على أخيه كاشقر مستجيرا به وبعث السلطان في طلبه منه فتردد بين المخافة والأنفة ثم غلب عليه الخوف فقبض على أحيه يعقوب وبعثه مع ابنه وأصحابه إلى السلطان وأمرهم أن يسملوه في طريقه فان قنع السلطان بذلك والا أسلموه إليه فلما قربوا على السلطان وعزموا على حمله
(١٠)