أيدمر وأرسل نور الدين بيسرى الشمسي ليؤمن أهل الكرك ويرتب الأمور بها وأقام بالطور في انتظاره فأبلغ بيسرى القصد من ذلك ورجع إليه فارتحل إلى القدس وأمر بعمارة مسجده ورجع إلى مصر وبلغه وفاة صاحب حمص موسى الأشرف بن إبراهيم المنصور شيركوه المجاهد بن ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه وكانت ورائة له من آبائه أقطعه نور الدين العادل لجده أسد الدين ولم تزل في أيديهم وأخذها الناصر يوسف صاحب حلب سنة ست وأربعين وعوضه عنها تل باشر وأعادها عليه هلاكو وأقره الظاهر ثم توفى سنة احدى وستين وصارت للظاهر وانقرض منها ملك بنى أيوب والله سبحانه وتعالى أعلم * (هزيمة التتر على البيرة وفتح قيسارية وأرسوف بعدها) * ثم رجعت عساكر التتر إلى البيرة مع ردمانة من أمراء المغل سنة ثلاث وستين فحاصروها ونصبوا عليها المجانيق فجهز السلطان العساكر مع لوغان من أمراء الترك فساروا في ربيع من السنة وسار السلطان في اثرهم وانتهى إلى غزة ولما وصلت العساكر إلى البيرة وأشرفوا عليها والعدو يحاصرها أجفلت عساكر التتر وساروا منهزمين وخلفوا سوادهم وأثقالهم فنهبتها العساكر وارتحل السلطان من غزة وقصد قيسارية وهي للإفرنج فنزل عليها عاشر جمادى من السنة فنصب المجانيق ودعا أهلها للحرب واقتحمها عليهم فهربوا إلى القلعة فحاصرها خمسا وملكها عنوة وفر الإفرنج منها ثم رحل في خف من العساكر إلى عملها فشن عليها الغارة وسرح عسكرا إلى حيفا فملكها عنوة وخربوها وقلعتها في يوم أو بعض يوم ثم ارتحل إلى أرسوف فنازلها مستهل جمادى الأخيرة فحاصرها وفتحها عنوة وأسر الإفرنج الذين بها وبعث بهم إلى الكرك وقسم أسوارها على الأمراء فرموها وعمد إلى ما ملك في هذه الغزاة من القرى والضياع والأرضين فقسمها على الأمراء الذين كانوا معه وكانوا اثنين وخمسين وكتب لهم بذلك وقفل إلى مصر وبلغه الخبر بوفاة هلاكو ملك التتر في ربيع من السنة وولاية ابنه أبغا مكانه وما وقع بينه وبين بركه صاحب الشمال من الفتنة ولأول دخوله لمصر قبض على شمس الدين سنقر الرومي وحبسه وكانت الفتنة قبل غزاته بين عيسى بن مهنا ولحق زامل بعد ذلك بهلاكو ثم استأمن إلى الظاهر فأمنه وعاد إلى احيائه والله تعالى أعلم * (غزو طرابلس وفتح صفد) * كانت طرابلس للإفرنج وبها سمند بن البرنس الأشتر وله معها أنطاكية وبلغ السلطان انه قد؟؟ فلقيه النائب بها علم الدين سنجر الباشقر وانهزم المسلمون
(٣٨٥)