كان شهرزور بيد قفجاق بن أرسلان شاه أمير التركمان وصالحهم وكانت الملوك تتجافى عن أعماله لامتناعها ومضايقها فعظم شأنه واشتمل عليه التركمان وسار إليه الأتابك زنكى سنة أربع وثلاثين فجمع ولقيه فظفر به الأتابك واستباح معسكره وسار في اتباعه فحاصر قلاعه وحصونه وملك جميعها واستأمن إليه قفجاق فأمنه وسار في خدمته وخدمة بنيه بعده إلى آخر المائة ثم كان في سنة خمس وثلاثين بين الأتابك زنكى وبين داود بن سقمان صاحب كيفا فتنة وحروب وانهزم داود وملك الأتابك من بلاده قلعة همرد وأدركه؟؟ فعاد إلى الموصل ثم سار الأتابك إلى مدينة الحرمية فملكها سنة ست وثلاثين ونقل آل مهارش الذين كانوا بها إلى الموصل ورتب أصحابه مكانهم ثم خطب له صاحب آمد وصار في طاعته بعد أن كان مع داود عليه ثم بعث الأتابك لسنة سبع وثلاثين عسكرا إلى قلعة أشهب وهي أعظم من حصون الأكراد الهكارية وأمنعها وفيها أهلوهم وذخائرهم فحاصرها وملكها وأمره الأتابك بتخريبها وبنى قلعة العمادية عوضا عنها وكانت خربت قبل ذلك لاتساعها وعجزهم عن حمايتها فأعيدت الآن وكان نصير الدين نائب الموصل قد فتح أكثر القلاع الحربية والله تعالى أعلم * (صلح الأتابك مع السلطان مسعود واستيلاؤه على أكثر ديار بكر) * كان السلطان مسعود ملك السلجوقية قد حقد على الأتابك زنكى شان الخارجين على طاعته من أهل الأطراف وينسب ذلك إليه وكان يفعل ذلك مشغلة للسلطان عنه فلما فرغ السلطان مسعود من شواغله سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة سار إلى بغداد عازما على قصد الأتابك وحاصر الموصل فأرسل الأتابك يستعطفه ويستميله على أن يدفع إليه مائة ألف دينار ويعود عنه فشرع في ذلك وحمل منها عشرين ألفا ثم حدثت الفتنة على السلطان فاحتاج إلى مداراته وترك له الباقي وبالغ هو في مخالصة السلطان بحيث ان ابنه غازي كان عند السلطان فهرب إلى الموصل فبعث إلى نائبها نصير الدين جقرى يمنعه من دخولها وبعث إلى ابنه بالرجوع إلى خدمة السلطان وكتب إلى السلطان بان ابني هرب للخوف من تغيير السلطان عليه وقد أعدته إلى الخدمة ولم ألفه وأنا مملوكك والبلاد لك فوقع ذلك من السلطان أحسن المواقع ثم سار الأتابك إلى ديار بكر ففتح طره واسعرد وحران وحصن الرزق وحصن تطليت وحصن ياسنه وحصن دى القرنين وغير هذه وملك أيضا من بلاد؟؟ ماردين الإفرنج حملين والمودن وتل موزر وغيرها من بلاد حصون سجستان وأنزل بها الحامية وقصد أمد فحصرها وسير عسكرا إلى مدينة غانة من أعمال الفرات فملكها والله تعالى أعلم
(٢٣٥)