الدين على ابن حماد فقبض عليه ثم قتله غيلة وبعث إلى السلطان يستخدم إليه بذلك وان سلطانه الأشرف أمره بطاعة السلطان جلال الدين وبالغ في الملاطفة فأبى السلطان الا امضاء ما عزم عليه وقال إن كان هذا حقا فابعث إلى بالحاجب فلما سمع هذا الجواب قتله وسار السلطان إلى خلاط ونزل عليها بعد عيد الفطر من سنة ست وعشرين وجاءه ركن جهان بن طغرل صاحب ارزن الروم فكان معه وحاصرها ونصب عليها المجانيق وأخذ بمخنقها حتى فر أهلها عنها من الجوع وتفرقوا في البلاد ثم داخله بعض أهلها في أن يمكنهم من بقيتها على أن يؤمنوه ويقطعوه في آذربيجان فأقطعه السلطان سلماس وعدة ضياع هنالك وأصعد الرجال ليلا إلى الأسوار فقاتلوا الجند بالمدينة وهزموهم وملكوها وأسروا من كان بها وأسروا النصارى وأسد بن عبد الله وتحصن النائب عز الدين انبك بالقلعة فأمنه وحبسه بقلعة درقان فلما وقعت المراسلة في الصلح قفل لئلا يشترط وقال ابن الأثير ان مولى من موالي حسام الدين كان هرب إلى السلطان فلما ملك خلاط طلب أن يثأر منه بمولاه فدفعه إليه وقتله ونهب البلد ثلاثا وسرح السلطان صاحب ارزن وهرب القمهرى من محبسه فقتل أسد بن عبد الله المهراني بجزيرته وأقطع السلطان خلاط للأمراء وعاد والله تعالى ولى التوفيق * (واقعة السلطان جلال الدين مع الأشرف وكيقياد وانهزامه أمامهما) * ولما استولى السلطان جلال الدين على خلاط تجهز الأشرف من دمشق وقد كان ملكها وسار لقتال السلطان جلال الدين في عساكر الجزيرة والشأم وذلك في سنة تسع وعشرين ولقيه علاء الدين كيقياد صاحب بلاد الروم على سيراس وكان كيقياد قد خشى من اتصال جهان شاه ابن عمه طغرل صاحب ارزن الروم بالسلطان جلال الدين لما بينهما من العداوة فسار الأشرف وكيقياد من سراس وفي مقدمة الأشرف عز الدين عمر بن علي من أمراء حلب من الأكراد الهكارية وله صيت في الشجاعة وجاء السلطان علاء الدين للقائهم فلما تراءى الجمعان حمل عز الدين صاحب المقدمة عليهم فهزمهم وعاد السلطان إلى خلاط وكان الوزير على ملاركرد يحاصرها فلحق به وارتحلوا جميعا إلى آذربيجان وأسر ركن الدين جهان شاه بن طغرل وجئ به إلى ابن عمه علاء الدين كيقياد فجاء به إلى ارزن فسلمها وسائر أعمالها ووصل الأشرف إلى خلاط فوجدها خاوية ولما رجع السلطان إلى آذربيجان ترك العساكر مع الوزير سكمان وأقام بخوي وخلص الترك في الهزيمة إلى موقان وتردد شمس الدين التكريتي رسول الأشرف بينه وبين السلطان جلال الدين في الصلح بينهم ودخل فيه علاء الدين
(١٣٨)