عليلا من اصبهان واشتد مرضه بنردجرد فولى عهده لابنه ملك شاه وعمره نحو من خمس سنين وخلع عليه وجعل الأمير اياز كافله وأوصى أهل الدولة بالطاعة والمساعدة وبعثهم إلى بغداد فأدركهم خبر وفاته بالطريق ورجع اياز حتى دفنه بأصبهان وجمع السرادقات والخيام والجثر والسمسمة لابنه ملك شاه وكان بركيارق قد لقى في ملكه من الرخاء والشدة والسلم ما لم يلقه أحد فلما استقر؟؟ واستقامت سعادته أدركته المنية ولما توفى خطب لابنه ملك شاه ببغداد وكان أبو الغازي قد سار من بغداد إليه وهو بأصبهان يستحثه إلى بغداد وجاء معه فلما مات سار مع ابنه ملك شاه والأمير اياز إلى بغداد وركب الوزير أبو القاسم علي بن جهير فلقيهم به مالي وحضر أبو الغازي والأمير طغلبرك بالديوان وطلبا الخطبة لملك شاه فخطب له ولقب بألقاب جده ملك شاه * (حصار السلطان محمد الموصل) * لما انعقد الصلح بين بركيارق ومحمد واختص كل منهما اعماله وكانت آذربيجان في قسمة محمد رجع محمد إلى أذربيجان ولحق به سعد الملك أبو المحاسن الذي كان نائبا بأصبهان بعد أن أبلى المدافعة عنها ثم سلمها بعد الصلح إلى نواب بركيارق واستوزره فأقام محمد إلى صفر من سنة ثمان وتسعين ثم سار يريد الموصل على طريق مراغة ورحل وبلغ الخبر إلى جكرمس فاستعد للحصار وأدخل أهل الضاحية إلى البلد وحاصره محمد ثم بعث له يذكره ما استقر عليه بينه وبين أخيه وأن الموصل والجزيرة له وعرض عليه خط بركيارق بذلك وبايمانه عليه ووعده أن يقرها في عمالته فقال له جكرمس ان السلطان كتب إلى بعد الصلح بخلاف ذلك فاشتد في حصاره واشتد أهل البلد في المدافعة ونفس الله عنهم برخص الأسعار وكان عسكر جكرمس مجتمعين قريبا من الموصل وكانوا يغزون على أطراف العسكر ويمنعون عنهم الميرة ثم وصل الخبر عاشر جمادى الأولى بوفاة السلطان بركيارق فاستشار جكرمس أهل البلد فردوا النظر إليه واستشار الجند فأشاروا بطاعة السلطان محمد فأرسل إليه بذلك واستدعى وزيره سعد الملك فدخل عليه وأشار عليه بلقاء السلطان فخرج إليه على كره من أهل البلد فتلقاه السلطان بالكرامة وأعاده سريعا إلى البلد ليطمئن الناس * (استيلاء السلطان محمد على بغداد وخلع ملك شاه بن أخيه ومقتل اياز) * قد كنا قدمنا صلح بركيارق وأخيه من أنه يستقل بركيارق بالسلطنة وينفرد محمد بالاعمال التي ذكرنا وموت بركيارق اثر ذلك وتقديم ابنه ملك شاه ببغداد فوصل الخبر
(٣٤)