وهزمه وأخذه أسيرا وجاء الإفرنج لتخليصه فنازلوا قلعة انكورية وهي أنقرة فأخذوها عنوة ثم ساروا إلى أخرى فيها إسماعيل بن الوانشمند وحاصروها فجمع ابن الوانشمند وقاتلهم وأكمن لهم وكانوا في عدد كثير فلما قاتلهم استطرد لهم حتى خرج عليهم الكمين وكر عليهم فلم يفلت منهم أحد وسار إلى ملطية فملكها وأسر صاحبها وجاءه الإفرنج من أنطاكية فهزمهم * (استيلاء قليج أرسلان على الموصل) * كانت الموصل وديار بكر والجزيرة بيد جكرمس من قواد السلجوقية فمنع الحمل وهم بالانتقاض فأقطع السلطان الموصل وما معها لجاولى من سكاوو والكل من قوادهم وأمرهم بالمسير لقتال الإفرنج فسار جاولى وبلغ الخبر لجكرمس فسار من الموصل إلى أربل وتعاقد مع أبي الهيجاء بن موسك الكردي الهدباي صاحب أربل وانتهى إلى البوازيح فعبر إليه جكرمس دجلة وقاتله فانهزمت عساكر جكرمس وبقي جكرمس واقفا لفالج كان به فأسره جاولى ولحق الفل بالموصل فنصبوا مكانه ابنه زنكى صبيا صغيرا وأقام بأمره غرغلى مولى أبيه وكانت القلعة بيده وفرق الأموال والخيول واستعد لمدافعة جاولى وكاتب صدقة بن مزيد والبرسقي شحنة بغداد وقليج أرسلان صاحب بلاد الروم يستنجدهم ويعد كلا منهم بملك الموصل إذا دافعوا عنه جاولى فأعرض صدقة عنه ولم يحتفل بذلك ثم سار جاولى إلى الموصل وحاصرها وعرض جكرمس للقتل أو يسلموا إليه البلد فامتنعوا وأصبح جكرمس في بعض أيام حصارها؟؟ وسمع جاولى بأن أرسلان سار في عساكره إلى نصيبين فأفرج عن الموصل وسار إلى سنجار وسبق البرسقي إليها بعد رحيل جاولى وأرسل إلى أهلها فلم يجيبوه بشئ وعاد إلى بغداد واستدعى رضوان صاحب دمشق جاولى سكاوو لمدافعة الإفرنج عنه فساروا إليه وخرج من الموصل عسكر جكرمس إلى قلبج أرسلان بنصيبين فتحالفوا معه وجاؤا به إلى الموصل فملكها آخر رجب من سنة خمسمائة وخرج إليه ابن جكرمس وأصحابه وملك القلعة من غرغلى وجلس على التخت وخطب لنفسه بعد الخليفة وأحسن إلى العسكر وسار في الناس بالعدل وكان في جملته إبراهيم ابن نيال التركماني صاحب آمد ومحمد بن جق التركماني صاحب حصن زياد وهو خرت برت وكان إبراهيم بن نيال قد ولى تتش على آمد حين ولى ديار بكر وكانت بيده وأما خرت برت فكانت بيد القلادروس ترجمان الروم والرها وأنطاكية من أعماله فملك سليمان بن قطلمش أنطاكية وملك فخر الدولة بن جهير
(١٦٤)