الفرنج وجمع شمل المسلمين فجاوبه أبو الغازي بالمنع من ذلك ثم قبض عليه وقيده فانتقض التركمان ولجؤوا إلى سور المدينة وقاتلوا رضوان وبعث رضوان بأبي الغازي إلى نصيبين فخرجت منها العساكر لامداده فافترق منها التركمان ونهبوا ما قدروا عليه ورحل رضوان من وقته إلى حلب وانتهى الخبر إلى جكرمس بتل أعفر وهو قاصد حرب القوم فرحل عند ذلك إلى سنجار وبعث إليه رضوان في الوفاء بما وعده من النجدة فلم يف له ونازل صهره ألبى بن أرسلان بسنجر وهو جريح من السهم الذي أصابه على نصيبين فخرج إليه ألبى محمولا واعتذر إليه فأعتبه وأعاده إلى بلده فمات وامتنع أصحابه بسنجار رمضان وشوالا ثم خرج إليه عم ألبى وصالح جكرمس وعاد إلى الموصل والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق بمنه * (استيلاء الفرنج على أفامية) * كان خلف بن ملاعب الكلابي في حمص وملكها تاج الدولة تتش فسار إلى مصر وأقام بها ثم بعث صاحب أفامية من جهة رخوانين تتش بطاعته إلى صاحب مصر العلوي فبعث إليها ابن ملاعب وملكها وخلع طاعة العلوية وأقام يخيف السبيل كما كان في حمص فلما ملك الإفرنج سرمير لحق به قاضيها وكان على مذهب الرافضة فكتب إلى ابن الطاهر الصانع من أكابر الغلاة ومن أصحاب رضوان وداخلهم في الفتك بابن ملاعب ونمى الخبر إليه من أولاده فحلف له القاضي بما اطمأن إليه وتحيل مع ابن الصانع في جند من قبلهم يستأمنون إلى ابن ملاعب ويعطونه خيلهم وسلاحهم ويقيمون للجهاد معه ففعلوا وأنزلهم بربض أفامية ثم بيته القاضي ليلا بمن معه من أهل سرمير ورفع أولئك الجند من الربض بالحبال وقتلوا ابن ملاعب في بيته وقتلوا معه ابنه وفر الآخر إلى أبي الحسن بن منقذ صاحب شيرز وجاء الصانع من حلب إلى القاضي فطرده واستبد بأفامية وكان بعض أولاد ابن ملاعب عند طغركين وولاه حماية بعض الحصون فعظم ضرره فطلب طغركين فهرب إلى الإفرنج وأغراهم بأفامية ودلهم على عورتها وعدم الأقوات فيها فحاصروها شهرا وملكوها عنوة وقتلوا القاضي والصانع وذلك سنة تسع وتسعين وقد ذكرنا قبل أن الصانع قتله ابن بديع وتتش صاحب حلب مهلك رضوان فالله أعلم أيهما الصحيح ثم ملك صاحب أنطاكية من الإفرنج حصن الامارة بعد حصار طويل فملكه عنوة واستلحم أهله وفعل في ذريته مثل ذلك ورحل أهل منبج وبالس وتركوهما خاويين وملكوا حيد بالأمان وطلب الفرنج من أهل الحصون الاسلامية الجزية فأعطوهم ذلك على ضريبة فرضوها عليهم فكان على رضوان في حلب وأعمالها ثلاثون ألف دينار وعلى صور سبعة آلاف وعلى ابن منقذ في شيرز
(١٥١)