بقتله فلما قرب للقتل ألقى نفسه في دجلة فمات وبعث برأسه إلى السلطان فقدم مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد فحسن أثره ثم عزله السلطان سنة ست وثلاثين وولى فيها قرلى أميرا آخر من موالي السلطان محمود وكانت له يزدجرد والبصرة فأضيف له إليهما والله سبحانه وتعالى أعلم بغيبه * (فتنة السلطان سنجر مع خوارزم شاه) * وهو أول بداية بنى خوارزم قد تقدم لنا ذكر أولية محمد خوارزم شاه وهو محمد بن أبي شنتكين وان خوارزم شاه لقب له وان الأمير داود حبشي لما ولاه بركيارق خراسان وقتله اكنجى ولى محمد بن أبي شنتكين وولى بعده ابنه أتسز فظهرت كفاءته وقربه السلطان سنجر واستخلصه واستظهر به في حروبه فزاده ذلك تقدما ورفعة واستفحل ملكه في خوارزم ونمى للسلطان سنجر انه يريد الاستبداد فسار إليه سنة ثلاث وثلاثين وبرز أتسز ولقيه في التعبية فلم يثبت وانهزم وقتل من عسكره خلق وقتل له ابن فحزن عليه حزنا شديدا وملك سنجر خوارزم وأقطعها غياث الدين سليمان شاه ابن أخيه محمد ورتب له وزيرا وأتابك وحاجبا وعاد إلى مرو منتصف السنة فخالفه أتسز إلى خوارزم وهرب سليمان شاه ومن معه إلى سنجر واستولى أتسز على خوارزم وكان من أمره ما يذكر بعد أن شاء الله تعالى * (استيلاء قرا سنقر صاحب آذربيجان على بلاد فارس) * ثم جمع أتابك قراسنقر صاحب آذربيجان وبرز طالبا ثأر أبيه الذي قتله بوزابة في المصاف كما مر وأرسل السلطان مسعود في قتل وزيره الكمال فقتله كما مر فانصرف عنه إلى بلاد فارس وتحصن عنه بوزابة في القلعة البيضاء ووطئ قرا سنقر البلاد وملكها ولم يمكنه مقام فسلمها لسلجوق شاه ابن السلطان محمود وهو أخو السلطان مسعود وعاد إلى آذربيجان فنزل بوزابة من القلعة سنة أربع وثلاثين وهزم سلجوق شاه وأسره وحبسه ببعض قلاعه واستولى على البلاد ثم هلك قرا سنقر صاحب آذربيجان واران بمدينة أردبيل وكان من مماليك طغرل وولى مكانه جاولى الطغرلي والله سبحانه ولى التوفيق * (مسير جهان دانكى إلى فارس) * ثم أمر السلطان سنة خمس وثلاثين الأمير إسماعيل جهان دانكى فسار إليها ومنعها مجاهد الدين بهروز من الوصول واستعد لذلك بخسف المعابر وتغريقها فقصد الحلة فمنعها أيضا فقصد واسط فقاتله طرنطاي وانهزم ودخل واسط ونهبها ونهب النعمانية وما إليها واتبعهم طرنطاي إلى البطيحة ثم فارقه عسكره إلى طرنطاي فلحق بتستر وكتب إسماعيل إلى السلطان فعفا عنه * (هزيمة السلطان سنجر امام الخطأ واستيلاؤهم على ما وراء النهر) *
(٦٤)