إليه بالعساكر مع أخيه منكوتمر بن هلاكو وأقام هو على الرحبة وزحف الظاهر من مصر في عساكر المسلمين فلقيهم؟؟ على حمص وانهزم التتر هزيمة شنعاء هلك فيها عامة عساكرهم وأجفل ابغا من حصار الرحبة وهلك أخوه منكوتمر بن هلاكو مرجعه من تلك الواقعة يقال مسموما وانه مر ببعض أمرائه بجزيرة تسمى مومواغا كان يضطغن له بعض الفعلات فسقاه سما عند مروره به وهرب إلى مصر فلم يدركوه وانهم قتلوا أبناءه ونساءه ثم هلك ابغا سنة احدى بعدها ويقال مسموما أيضا على يد وزيره الصاحب شمس الدين الجوني مشير دولته وكبيرها حمله الخوف على ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم * (تكدار بن هلاكو ويسمى أحمد) * ولما توفى ابغا كما ذكرناه وكان ابنه أرغو غائبا بخراسان فبايع المغل لأخيه تكدار فأسلم وتسمى أحمد وخاطب بذلك الملوك لعصره وأرسل إلى مصر يخبرهم ويطلب المساعدة وجاء بذلك قاضي سيواس قطب الدين الشيرازي وأتابك بلاد الروم وابن الصاحب من وراء ماردين وكان أخوه قنقرطاى مع صمغان الشحنة فبعث تكدار عن أخيه فامتنع من الإجابة وأجاره غياث الدين كنجسر وصاحب بلاد الروم فتوعده تكدار فخاف منه وسار هو وقنقرطاى إلى تكرار فقتل أخاه وحبس غياث الدين وولى مكانه أخاه عز الدين وأدال من صمغان الشحنة باولاطو من أمراء المغل ثم جهز العساكر إلى خراسان لقتال أخيه أرغو فسار إليهم أرغو وكبسهم وهزمهم وفتك فيهم فسار تكدار بنفسه فهزم أرغو وأسره وأثخن في عساكره وقتل اثنى عشر أميرا من المغل فاستوحش أهل معسكره وكانوا ينقمون عليه اسلامه فثاروا عليه وقتلوا نائبه ثم قتلوه سنة ثنتين وثمانين وبعثوا إلى أرغو بن ابغا بطاعتهم والله تعالى أعلم * (أرغو بن ابغا) * ولما ثار المغل على تكدار وقتلوه وبعثوا بطاعتهم أرغو فجاء وولوه أمرهم فقام بسلطانه وقتل غياث الدين كنجسر وصاحب بلاد الروم في محبسه اتهمه بمداهنته في قتل عمه قنقرطاى وتقبض لأول ولايته على الوزير شمس الدين الجوني وكان متهما بأبيه وعمه فقتله وولى على وزارته سعدا اليهودي الموصلي ولقبه سعد الدولة وكان عالما بالحكمة وولى ابنيه قازان وخربندا على خراسان لنظر نيروز أتابكه ولما فرغ من أمور ملكه وكان قد عدل عن دين الاسلام وأحب دين البراهمة من عبادة الأصنام وانتحال السحر والرياضة له ووفد عليه بعض سحرة الهند فركب له دواء لحفظ الصحة واستدامتها
(٥٤٦)