وكان مع موسى منصور بن مروان بقية أمراء ديار بكر وضرب سنقرجه فأبان رأسه وملك موسى البلد ثم زحف جكرمس صاحب جزيرة ابن عمر إلى نصيبين فملكها وخالفه موسى إلى الجزيرة فبادر إليه جكرمس وهزمه واتبعه إلى الموصل فحاصره بها فبعث موسى إلى سقمان بن ارتق بديار بكر يستنجده على أن يعطيه حصن كبيعا فسار سقمان إليه وأفرج عنه جكرمس وخرج موسى للقاء سقمان فقتله مواليه ورجع سقمان إلى كبيعا وجاء جكرمس إلى الموصل فحاصرها وملكها صلحا واستلحم قتلة موسى ثم استولى بعد ذلك على الخابور وأطاعه العرب والأكراد وأما سقمان بن ارتق فسار بعد مقتل موسى إلى حصن كبيعا واستمر بيده قال ابن الأثير وصاحبها الآن في سنة خمس وعشرين وستمائة محمود بن محمد بن الفراء أرسلان بن داود بن سقمان بن ارتق والله تعالى أعلم * (أخبار نيال بالعراق) * كان نيال بن أبي شتكين الحسامي مع السلطان محمد بأصبهان لما حاصرها بركيارق بعد المصاف الرابع سنة خمس وتسعين فلما خرج محمد من الحصار إلى؟؟ ومعه نيال استأذنه في قصد الري ليقيم بها دعوتهم وسار هو وأخوه على وعسف بأهل الري وصادرهم وبعث السلطان بركيارق الأمير برسق بن برسق في ربيع من سنة ست وتسعين فقاتله وهزمه واستولى برسق على الري وأعاده على ولاية بقزوين وسلك نيال على الجبال وهلك كثير من أصحابه وخلص إلى بغداد فأكرمه المستظهر وأظهر طاعة السلطان محمد وتحالف هو وأبو الغازي وسقمان بن ارتق على مناصحة السلطان محمد وساروا إلى صدقة بن مزيد بالحلة فاستخلفوه على ذلك ثم إن نيال بن أبي شتكين عسف بأهل بغداد وتسلط عليهم وصادر العمال فاجتمع الناس إلى أبي الغازي بن ارتق وكان نيال صهره على أخته التي كانت زوجا لتتش وطلبوا منه أن يشفع لهم عنده وبعث المستظهر إليه قاضي القضاة أبا الحسن الدامغاني بالنهي عما يرتكبه فأجاب وحلف ثم نكث فأرسل المستظهر إلى صدقة بن مزيد يستدعيه فوصل في شوال من السنة واتفق مع نيال على الرحيل من بغداد ورجع إلى حلته وترك ولده دبيسا يزعج نيال للخروج فسار نيال إلى؟؟ وعاث في السابلة وأقطع القرى لأصحابه وبعث إلى صدقة فأرسل إليه العساكر وخرج فيها أبو الغازي بن ارتق وأصحاب المستظهر فسار نيال إلى آذربيجان ورجعوا عنه * (ولاية كمستكين النصيري شحنة بغداد وفتنته مع أبي الغازي وحربه) * كان أبو الغازي بن ارتق شحنة بغداد ولاه عليها السلطان محمد عند مقتل كوهراس ولما طهر الآن بركيارق على محمد وحاصره بأصبهان ونزل بركيارق همدان وأرسل إلى بغداد كمستكين النصيري في ربيع سنة ست وتسعين وسمع أبو الغازي بمقدمه فاستدعى
(٣٠)