مدينة صور في جمادى الأولى من سنة خمس وهي للأمير الأفضل صاحب مصر ونائبه بها عز الملك الأغر ونصبوا عليها الأبراج والمجانيق وانتدب بعض الشجعان من أهل طرابلس كان عندهم في ألف رجل وصدقوا الحملة حتى وصلوا البرج المتصل بالسور فأحرقوه ورموا الآخرين بالنفط فأحرقوهم واشتد القتال بينهم وبعث أهل صور إلى طغركين صاحب دمشق يستنجدونه على أن يمكنوه من البلد فجاء إلى بانياس وبعث إليهم بمائتي فرس واشتد القتال وبعث نائب البلد إلى طغركين بالاستحثاث للوصول ليمكنه من البلد وكان طغركين يغير على أعمال الإفرنج في نواحيها وملك لهم حصنا من اعمال دمشق وقطع الميرة عنهم فساروا يحملونها في البحر ثم سار إلى صيدا وأغار عليها ونال منها ثم أزهت الثمرة وخشى الإفرنج من طغركين على بلادهم فأفرجوا عن صور إلى عكا وجاء طغركين إلى صور فأعطى الأموال واشتغلوا باصلاح سورهم وخندقهم والله أعلم * (أخبار مودود مع الإفرنج ومقتله ووفاة صاحب أنطاكية) * ثم سار الأمير مودود صاحب الموصل سنة ست إلى سروج وعاث في نواحيها فخرج جكرمس صاحب تل ناشر وأغار على دوابهم فاستاقها من راعيها وقتل كثيرا من العسكر ورجع ثم توفى الأمير الأرمني صاحب الدورب ببلاد ابن كاور فسار سكرى صاحب أنطاكية من الإفرنج إلى بلاده ليملكها فمرض وعاد إلى أنطاكية ومات منتصف سنة ست وملكها بعده ابن أخته سرجان واستقام أمره ثم جمع الأمير مودود صاحب الموصل العساكر واحتشد وجاءه؟؟ صاحب سنجار واياز بن أبي الغازي صاحب ماردين وطغركين صاحب دمشق ودخلوا في محرم سنة سبع إلى بلاد الإفرنج وخرج بقدوين ملك القدس وجوسكين صاحب القدس يغير على دمشق فعبروا الفرات وقصدوا القدس ونزلوا على الأردن والإفرنج عدوتهم واقتتلوا منتصف المحرم فانهزم الإفرنج وهلك منهم كثير في بحيرة طبرية والأردن وغنم المسلمون سوادهم وساروا منهزمين فلقيهم عسكر طرابلس وأنطاكية فشردوا معهم وأقاموا على جبل طبرية وحاصرهم المسلمون نحوا من شهر فلم يظفروا بهم فتركوهم وانساحوا في بلاد الإفرنج ما بين عكا والقدس واكتسحوها ثم انقطعت المواد عنهم للبعد عن بلادهم فعادوا إلى مرج الصفر على نية العود للغزاة في فضل الربيع وأذنوا للعساكر في الانطلاق ودخل مودود إلى دمشق يقيم بها إلى أوان اجتماعهم فطعنه باطني في الجامع منصرفه من صلاة الجمعة اخر ربيع الأول من السنة ومات من يومه واتهم طغركين بقتله والله تعالى أعلم
(١٩٥)