الدولة فثاروا بالقلعة من الليل ونادوا بشعار الملك رضوان واحتاطوا على أبي القاسم فبعث إليه رضوان بالأمان وخطب له على منابر حلب وأعمالها وأقام بتدبير دولته جناح الدولة وأحسن السيرة وخالف عليهم الأمير باغيسيان بن محمد بن ايه التركماني صاحب أنطاكية ثم أطاع وأشار على رضوان بقصد ديار بكر وسار معه لذلك وجاءهم أمراء الأطراف الذين كان تتش رأسهم فيها وقصدوا سروج فسبقهم إليها سلمان بن ارتق وملكها فساروا إلى الرها وبها الفارقليط من الروم كان يضمن البلاد من بوزان فتحصن بالقلعة ودافعهم ثم غلبوه عليها وملكها رضوان وطلبها منه باغيسيان وخشى جناح الدولة على نفسه فلحق بحلب ورجع رضوان والأمراء على أثره فسار باغيسيان فأقطعها له ثم سار إلى حران وأميرها قراجا فدس إليهم بعض أهلها بالطاعة واتهم قراجا بذلك ابن المعنى من أعيانها كان تتش يعتمد عليه في حفظ البلد فقتله وقتل بنى أخيه ثم فسد ما بين جناح الدولة وباغيسيان وخشى جناح الدولة على نفسه فلحق بحلب ورجع رضوان والأمراء على أثره فسار باغيسيان إلى بلده أنطاكية وسار معه أبو القاسم الخوارزمي ودخل رضوان إلى حلب دار ملكه وكان من أهل دولته يوسف ابن اتق الخوارزمي الذي بعثه تتش إلى بغداد شحنة وكان؟؟ من الفتيان بحلب وكان قنوعا وكان يعادى يوسف بن اتق فجاء إلى جناح الدولة القائم بأمر رضوان ورمى يوسف بن اتق عنده بأنه يكاتب باغيسيان ويداخله في الثورة واستأذنه في قتله فأذن له وأمده بجماعة من الجند وكبس يوسف في داره فقتله ونهب فيها واستطال على الدولة وطمع في الاستبداد على رضوان ودس لجناح الدولة أن رضوان أمره بقتله فهرب إلى حمص وكانت اقطاعا له واستبد على رضوان ثم تنكر له رضوان سنة تسع وثمانين وأمر بالقبض عليه فاختفى ونهبت دوره وأمواله ودوابه ثم قبض عليه فامتحن وقتل هو وأولاده * (استيلاء دقاق بن تتش على دمشق) * كان تتش قد بعث ابنه دقاقا إلى أخيه السلطان ملك شاه ببغداد فأقام هنالك إلى أن توفى ملك شاه فسار معه ابنه محمود وأمه خاتون الجلالية إلى اصبهان ثم ذهب عنهم سرا إلى بركيارق ثم لحق بأبيه وحضر معه الواقعة التي قتل فيها ولما قتل تتش أبوه سار به مولاه تكين إلى حلب فأقام عند أخيه رضوان وكان بقلعة؟؟ ساوتكين الخادم من موالي تتش ولاه عليها قبل موته فبعث إلى دقاق يستدعيه للملك فسار إليه وبعث رضوان في طلبه فلم يدركه ووصل دمشق وكتب إليه باغيسيان صاحب أنطاكية يشير عليه بالاستبداد بدمشق على أخيه رضوان ووصل معتمد الدولة
(١٤٨)