هذه السنة على بهادر الحلبي وعلى عز الدين ايبك الحموي ثم أمر في هذه السنة برد الاقطاعات في النواحي وبعث الأمراء والكتاب لذلك وتولى ذلك عبد الرحمن الطويل مستوفى الدولة وقال مؤرخ حماة المؤيد كانت مصر منقسمة على أربعة وعشرين قيراطا أربعة منها للسلطان والكلف والرواتب وعشرة للأمراء والاطلاقات والزيادات وعشرة للأجناد الجلقة فصيروها عشرة للأمراء والاطلاقات والزيادات والأجناد وأربعة عشر للسلطان فضعف الجيش وقال النووي قرر للخاص في الروك الجيزة واطفج ودمياط ومنفلوط والكوم الأحمر وحولت السنة الخراجية من سنة ست وتسعين وهذا في العدد انما هو بعد انقضاء ثلاثة وثلاثين سنة واحدة وهي تفاوت ما بين السنين الشمسية والقمرية وهو حجة ديوان الجيش في انقضاء التفاوت الجيشي وهو تحويل بالأقلام فقط وليس فيه نقص شئ ثم أقطعت البلاد بعد الروك واستثنيت المراتب الجسرية والرزق الاحباسية انتهى كلام النووي رحمه الله والله تعالى أعلم * (فتح حصون سيس) * ولما ولى سيف الدين منكوتمر النيابة وكانت مختصا بالسلطان استولى على الدولة وطلب من السلطان أن يعهد له بالملك فنكر ذلك الأمراء وثنوا عنه السلطان فتنكر لهم منكوتمر وأكثر السعاية فيهم حتى قبض على بعضهم وتفرق الآخرون في النواحي وبعث السلطان جماعة منهم سنة سبع وتسعين لغزو سيس وبلاد الأرمن كان منهم بكتاش أمير سلاح وقراسنقر وبكتمر السلحدار وتدلار وتمراز ومعهم الألفي نائب صفد في العساكر ونائب طرابلس ونائب حماة ثم أردفهم بعلم الدين سنجر الدوادار وجاءت رسل صاحب سيس وأغاروا عليها ثلاثة أيام واكتسحوها ثم مروا ببغراس ثم بمرج أنطاكية وأقاموا بها ثلاثا ومروا بجسر الحديد ببلاد الروم ثم قصدوا تل حمدون فوجدوها خاوية وقد انتقل الأرمن الذين بها إلى قلعة النجيمة وفتحوا قلعة مرعش وحاصروا قلعة النجيمة أربعين يوما وافتتحوها صلحا وأخذوا أحد عشر حصنا منها المصيصة وحموم وغيرهما واضطرب أهلها من الخوف فأعطوا طاعتهم ورجع العساكر إلى حلب وبلغ السلطان لاشين أن التتر قاصدون الشأم فجهز العساكر إلى دمشق مع جمال الدين أقوش الافرم وأمره أن يخرج العساكر من دمشق إلى حلب مع قفجق النائب فسار إلى حمص وأقام بها ثم بلغهم الخبر برجوع التتر ووصل أمر السلطان إلى سيف الدين الطباخي نائب حلب بالقبض على بكتمر السلحدار والألفي نائب صفد وجماعة من الأمراء بحلب بسعاية بكتمر وحاول الطباخي ذلك فتعذر عليه وبرز تدلار إلى بسار فتوفى بها وأقام الآخرون وشعروا بذلك فلحقوا بقفجق النائب على حمص
(٤١٠)