أعظم ملك ببعض القلاع وحاصره جنكزخان وملكها عنوة وقتله ومن معه ثم عاد التتر إلى غزنة فملكوها واستباحوها وأحرقوها وخربوها واكتسحوا سائر نواحيها وكان ذلك كله سنة تسع عشرة ولما سمع صاحب جبل جردي من بلاد الهند بجلال الدين جمع للقائه وخام جلال الدين وأصحابه عن اللقاء لما نهكتهم الحرب فرجعوا أدراجهم وأدركهم صاحب جلال الدين صوري فقاتلهم وهزموه وملكوا أمرهم وبعث إليهم نائب ملك الهند فلاطفهم وهاداهم والله تعالى ولى التوفيق * (أخبار جلال الدين بالهند) * كان جماعة من أصحاب جلال الدين وأهل عسكره لما عبروا إليهم حصلوا عند قباجة ملك الهند منهم بنت أمين الملك خلصت إلى مدينة ارجاء من عمله ومنهم شمس الملك وزير جلال الدين حياة أبيه ومنهم قزل خان بن أمين الملك خلص إلى مدينة كلور فقتله عاملها وقتل قباجة شمس الملك الوزير لخبر جلال الدين بأموره وبعث أمين الملك ولحق بجلال الدين جماعة من أمراء أخيه غياث الدين فقوى بهم وحاصر مدينة كلور وافتتحها وافتتح مدينة ترنوخ كذلك فجمع قباجة للقائه وسار إليه جلال الدين فخام عن اللقاء وهرب وترك معسكره فغنمه جلال الدين بما فيه وسار إلى لهاوون وفيها ابن قباجة ممتنعا عليه فصالحه على مال يحمله ورحل إلى تستشان وبها فخر الدين السلاوي نائب قباجة فتلقاه بالطاعة ثم سار إلى اوجا وحاصرها فصالحوه على المال ثم سار إلى جانس وهي لشمس الدين اليتمشى من ملوك الهند ومن موالي شهاب الدين الغوري فأطاعه أهلها وأقام بها وزحف إليه ايتش في ثلاثين ألف فارس ومائة ألف راجل وثلثمائة فيل وزحف جلال الدين في عساكره وفي مقدمته جرجان بهلوان أزبك واختلفت المقدمتان فلم يمكن اللقاء وبعث ايتش في الصلح فجنح إليه جلال الدين ثم اجتمع قباجة وايتش وسائر ملوك الهند فخام عن لقائهم ورجع لطلب العراق واستخلف جهان بهلوان الملك على ما ملك من الهند وعبر النهر إلى غزنة فولى عليها وعلى الغور الأمير وفاملك واسمه الحسن فزلف وسار إلى العراق وذلك سنة احدى وعشرين بعد مقدمه لها بسنتين * (أحوال العراق وخراسان في إيالة غياث الدين) * كان غياث الدين بعد مسير جلال الدين إلى الهند اجتمع إليه شراد العساكر بكرمان وسار بهم إلى العراق فملك خراسان ومازندان كما تقدم وأقام منهمكا في لذاته واستبد الأمراء بالنواحي فاستولى قائم الدين على نيسابور وتغلب يقز بن ايلجى بهلوان على شروان وتملك ينال خطابها تر ونظام الملك اسفراين ونصرة الدين بن محمد مستند
(١٢١)