العساكر إلى النوبة مع علم الدين سنجر الخياط وعز الدين الكوراني وسار معهم نائب قوص عز الدين أيدمر السيفي بعد أن استنفر العربان أولاد أبى بكر وأولاد عمر وأولاد شريف وأولاد شيبان وأولاد كنز الدولة وجماعة من الغرب؟؟ وبنى هلال وساروا على العدوة الغربية والشرقية في دنقلة وملكهم بيتمامون هكذا سماه النووي وأظنه أخا مرتشكين وبرزوا للعساكر فهزمتهم واتبعتهم خمسة عشر يوما وراء دنقلة ورتب ابن أخت بيتمامون في الملك ورجعت العساكر إلى مصر فجاء بيتمامون إلى دنقلة فاستولى على البلاد ولحق ابن أخته بمصر صريخا بالسلطان فبعث معه عز الدين ايبك الافرم في العساكر ومعه ثلاثة من الأمراء وعز الدين نائب قوص وذلك سنة ثمان وثمانين وبعثوا المراكب في البحر بالأزودة والسلاح ومات ملك النوبة بأسوان ودفن بها وجاء نائبه صريخا إلى السلطان فبعث معه داود بن أخي مرتشكين الذي كان أسيرا بالقلعة وتقدم جريس بين يدي العساكر فهرب بيتمامون وامتنع بجزيرة وسط النيل على خمس عشرة مرحلة وراء دنقلة ووقفت العساكر على ساحل البحر وتعذر وصول المراكب إلى الجزيرة من كثرة الحجر وخرج بيتمامون منها فلحق بالأبواب ورجع عنه أصحابه ورجعت العساكر إلى دنقلة فملكوا داود ورجعوا إلى مصر سنة تسع وثمانين لتسعة أشهر من مسيرهم بعد أن تركوا أميرا منهم مع الملك داود ورجعوا إلى مصر ورجع بيتمامون إلى دنقلة وقتل داود وبعث الأمير الذي كان معهم إلى السلطان وحمله رغبة في الصلح على أن يؤدى الضريبة المعلومة فأسعف لذلك واستقر في ملكه انتهى والله تعالى أعلم * (فتح طرابلس) * كان الإفرنج الذين بها قد نقضوا الصلح وأغاروا على الجهات فاستنفر السلطان العساكر من مصر والشأم وأزاح عللهم وجهز آلات الحصار وسار إليها في محرم سنة ثمان وثمانين فحاصرها ونصب عليها المجانيق وفتحها عنوة لأربعة وثلاثين يوما من حصارها واستباحها وركب بعضهم الشواني للنجاة فردتهم الريح إلى السواحل فقتلوا وأسروا وأمر السلطان بتخريبها فخربت وأحرقت وفتح السلطان ما إليها من الحصون والمعاقل وأنزل حاميتها وعاملها بحصن الأكراد ثم اتخذ حصنا آخر لترك النائب والحامية في العمل وسمى باسم المدينة وهو الموجود لهذا العهد وكان من خبر هذه المدينة من لدن الفتح ان معاوية أيام ولايته الشأم لعهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بعث إليها سفيان بن مختف الأزدي فحاصرها وبنى عليها حصنا حتى جهد أهلها الحصار وهربوا منها في البحر وكتب
(٤٠١)