الاخبار عن عكا وعنها وكان من الأمراء الذين دخلوا عكا سيف الدين علي بن أحمد المشطوب وعز الدين أرسلان مقدم الأسرية وابن جاولى وغيرهم وكان دخولهم عكا أول سنة سبع وثمانين والله سبحانه وتعالى أعلم * (وفاة زين الدين صاحب أربل وولاية أخيه كوكبرى) * كان زين الدين يوسف بن زين الدين قد دخل في طاعة صلاح الدين وكانت له أربل كما مر لأبيه وحران والرها لأخيه مظفر الدين كوكبرى وكان يعسكر مع صلاح الدين في غزواته وحضر عنده على عكا فأصابه المرض وتوفى في ثامن عشر رمضان سنة أربع وثمانين فقبض أخوه مظفر الدين كوكبرى على بلد أمير من أمرائه وبعث إلى صلاح الدين يطلب أربل وينزل عن حران والرها فأجابه وأقطعه إياهما وأضاف إليهما شهرزور وأعمالها وداربند العرابلي وهي قفجاق وكاتب أهل أربل مجاهد الدين صاحب الموصل خوفا من صلاح الدين مع أن مجاهد الدين كان عز الدين قد حبسه كما مر ثم أطلقه وولاه نائبه وجعل بعض غلمانه عينا عليه فكان يناقضه في كثير من الأحوال فقصد مجاهد الدين أن يفعل معه مثل ذلك في أربل فامتنع منها وولاها مظفر الدين واستفحل أمره فيها ولما نزل مظفر الدين عن حران والرها ولاها صلاح الدين لابن أخيه تقى الدين عمر بن شاهنشاه مضافة إلى ميافارقين بديار بكر وحماة وأعمالها بالشأم وتقدم له أن يقطع أعمالها للجند فيتقوى بهم على الإفرنج فسار تقى الدين إليها وقرر أمورها ثم انتهى إلى ميافارقين وتجدد له طمع فيما يجاورها من البلاد فقصد مدينة حال من ديار بكر وسار إليه سيف الدين بكتمر صاحب خلاط في عساكره وقاتله فهزمه تقى الدين ووطئ بلاده وكان بكتمر قد قبض على مجد الدين بن رستق وزير سلطان شاكرين وحبسه في قلعة هنالك فلما انهزم كتب إلى والى القلعة بقتله فوافاه الكتاب وتقى الدين محاصر له فلما ملك القلعة أطلق ابن رستق وسار إلى خلاط وحاصرها فامتنعت عليه فعاد عنها إلى ملاذكرد فضيق عليها حتى استأمنوا له وضرب لهم أجلا في تسليم البلد ثم مرض ومات قبل ذلك الاجل بيومين وحمله ابنه إلى ميافارقين فدفنه بها واستفحلت دولة بكتمر في خلاط والله تعالى أعلم * (وصول امداد الإفرنج من الغرب إلى عكا) * ثم تتابعت امداد الإفرنج من وراء البحر لإخوانهم المحاصرين لعكا وأول من وصل منهم الملك ملك افرنسة وهوذ ونصب فيهم وملكه ليس بالقوى هكذا قال ابن الأثير وعنى انه كان مستفحلا في ذلك العصر لأنه في الحقيقة ملك الإفرنج وهو في ذلك
(٣٢٤)