بجميعها وانتقضوا عليه لذلك وخرجوا عن طاعته وبقي يتردد بينهم وقصد كسنجر وصاحب قونية فأطاعه وخرج معه بالعساكر لحصار محمود أخيه في قيسارية وتوفى قليج أرسلان وهو محاصر لقيسارية ورجع غياث الدين إلى قونية * (وفاة قليج أرسلان وولاية ابنه غياث الدين) * ثم توفى قليج أرسلان بمدينة قونية أو على قيسارية كما مر من الخلاف منتصف ثمان وثمانين لسبع وعشرين سنة من ملكه وكان مهيبا عادلا حسن السياسة كثير الجهاد ولما توفى واستقل ابنه غياث الدين كسنجر بقونية وما إليها وكان قطب الدين أخوه صاحب اقصرا وسيواس وكان كلما سار من إحداهما إلى الأخرى يجعل طريقه على قيسارية وبها أخوه نور الدين محمود يتلقاه بظاهرها حتى استنام إليه مدة فغدر به وقتله وامتنع أصحابه بقيسارية وكان كبيرهم حسن فقتله مع أخيه ثم أطاعوه وأمكنوه من البلد ومات قطب الدين اثر ذلك * (استيلاء ركن الدين سليمان على قونية وأكثر بلاد الروم وفرار غياث الدين) * ولما توفى قليج أرسلان وولى بعده في قونية ابنه غياث الدين كسنجر وبنوه يومئذ على حالتهم في ولايتهم التي قسمها بينهم أبوهم وملك قطب الدين منهم قيسارية بعد أن غدر بأخيه محمود صاحبها ومات قطب الدين اثر ذلك فسار ركن الدين سليمان صاحب دوقاط إلى التغلب على أعمال سلفه ببلاد الروم فسار إلى سيواس واقصرا وقيسارية أعمال قطب الدين فملكها ثم سار إلى قونية فحاصر بها غياث الدين وملكها ولحق غياث الدين بالشأم كما يأتي خبره ثم سار إلى نكسارواماسا فملكهما وسار إلى ملطية سنة سبع وتسعين فملكها من يد معز الدين قيصر شاه ولحق معز الدين بالعادل أبى بكر بن أيوب ثم سار إلى أرزن الروم وكانت لولد الملك محمد بن حليق من بيت ملك قديم وخرج إليه صاحبها ليقرر معه صلحا فقبض عليه وملك البلد فاجتمع لركن الدين سائر أعمال اخوته ما عدا انقرة لحصانتها فجمر عليها الكتائب وحاصرها ثلاثا ثم دس من قتل أخاه وملك البلد سنة احدى وستمائة وتوفى هو عقب ذلك والله تعالى أعلم * (وفاة ركن الدين وولاية ابنه قليج أرسلان) * ثم توفى ركن الدين سليمان بن قليج أرسلان أوائل ذي القعدة من تمام سنة احدى وستمائة وولى بعده ابنه قليج أرسلان فلم تطل مدته وكان ركن الدين ملكا حازما شديدا على الأعداء إلا أنه ينسب إلى التزين بالفلسفة والله تعالى أعلم * (استيلاء غياث الدين كسنجر على بلاد الروم من أخيه ركن الدين) *
(١٦٨)