عكا فاكتسح نواحيها وأثخن فيها وفعل كذلك بحصن الأكراد ورجع إلى دمشق آخر رجب ثم إلى مصر ومر بعسقلان فخربها وطمس آثارها وجاءه الخبر بمصر بان الفرنسيس لويس بن لويس وملك إنكلترا وملك اسكوسنا وملك نودل وملك برسلونة وهو ريدراكون وجماعة من ملوك الإفرنج جاؤوا في الأساطيل إلى صقلية وشرعوا في الاستكثار من الشواني وآلة الحرب ولم يعرف وجه مذهبهم فاهتم الظاهر بحفظ الثغور والسواحل واستكثر من الشواني والمراكب ثم جاء الخبر الصحيح بأنهم قاصدون تونس فكان من خبرهم ما نذكره في دولة السلطان بها من بنى أبى حفص والله تعالى أعلم * (فتح حصن الأكراد وعكا وحصون صور) * ثم سار السلطان سنة تسع وستين لغزو بلاد الإفرنج وسرح ابنه السعيد في العساكر إلى المرقب لنظر الأمير قلاون وببعلبك الخزندار وسار هو إلى طرابلس فاكتسحوا سائر تلك النواحي وتوافوا لحصن الأكراد عاشر شعبان من السنة فحاصراه السلطان عشرا ثم اقتحمت أرباضه وانحجر الإفرنج في قلعته واستأمنوا وخرجوا إلى بلادهم وملك الظاهر الحصون وكتب إلى صاحب الاستبار بالفتح وهو بانطرطوس وأجاب بطلب الصلح فعقد له على انطرطوس والمرقب وارتحل السلطان عن حصن الأكراد بعد أن شحنه بالأقوات والحامية ونازل حصن عكا واشتد في حصاره واستأمن أهله إليه وملكه ثم ارتحل بعد الفطر إلى طرابلس واشتد في قتالها وسأل صاحبها البرنس الصلح فعقد له على ذلك لعشر سنين ورجع إلى دمشق ثم خرج آخر شوال إلى وملك قلعته بالأمان على أن يتركوا الأموال والسلاح واستولى عليه وهدمه وسار إلى اللجون وبعث إليه صور في الصلح على أن ينزل له عن خمس من قلاعه فعقد له الصلح لعشر سنين وملكها ثم كتب إلى نائبه بمصر أن يجهز عشرة من الشواني إلى قبرس فجهزها ووصلت ليلا إلى قبرس والله أعلم * (استيلاء الظاهر على حصون الإسماعيلية بالشأم) * كان الإسماعيلية في حصون من الشأم قد ملكوها وهي مصياف والعليقة والكهف والمنيفة والقدموس وكان كبيرهم لعهد الظاهر نجم الدين الشعراني وكان قد جعل له الظاهر ولايتها ثم تأخر عن لقائه في بعض الأوقات فعزله وولى عليها خادم الدين بن الرضا على أن ينزل له عن حصن مصياف وأرسل معه العساكر فتسلموه منه ثم قدم عليه سنة ثمان وستين وهو على حصن الأكراد وكان نجم الدين الشعراني قد أسن وهرم فاستعتب وأعتبه الظاهر وعطف عليه وقسم الولاية بينه وبين ابن الرضا وفرض عليهما
(٣٩٠)