العيارون ثم جاء جلال الدين واخوته واجتمع الناس إليهم فكانوا معهم سبعة آلاف من العساكر أكثرهم اليارونية قرابة أم خوارزم شاه فمالوا إلى أولاغ شاه وكان ابن أختهم كما مر وشاوروا في الوثوب بجلال الدين وخلعه ونمى الخبر إليه فسار إلى خراسان في ثلثمائة فارس وسلك المفازة إلى بلد نسا فلقى هنالك رصدا من التتر فهزمهم ولجأ فلهم إلى نسا وكان بها الأسير اختيار زنكى بن محمد بن عمر بن حمزة قد رجع إليها من خوارزم كما قدمناه وضبطها فاستلحم فل التتر وبلغ وبعث إلى جلال الدين بالمدد فسار إلى نيسابور ثم وصلت عساكر التتر إلى خوارزم بعد ثلاث من مسير جلال الدين فأجفل أولاغ واخوته وساروا في اتباعه ومروا بنسا فسار معهم اختيار الدين صاحبها واتبعتهم عساكر التتر فأدركوهم بنواحي خراسان وكبسوهم فقتل أولاغ شاه وأخوه انشاه واستولى التتر على ما كان معهم من الأموال والذخائر وافترقت في أيدي الجند والفلاحين فبيعت بأبخس الأثمان ورجع اختيار الدين زنكى إلى نسا فاستبد بها ولم يسم إلى مراسم الملك وكتب له جلال الدين بولايتها فراجع أحوال الملك ثم بلغ الخبر إلى جلال الدين بزحف التتر إلى نيسابور وأن جنكزخان بالطالقان ؟؟ نيسابور إلى بست واتبعه نائب هراة أمر ملك ابن خال السلطان خوارزم شاه في عشرة آلاف فارس هاربا أمام التتر وقصد سجستان فامتنعت عليه فرجع واستدعاه جلال الدين فسار إليه واجتمعوا فكبسوا التتر وهم محاصرون قلعة قندهار فاستلحموهم ولم يفلت منهم أحد فرجع جلال الدين إلى غزنة وكانت قد استولى عليها اختيار الدين قربوشت صاحب الغور عندما ساروا إليها عن جلال الدين صريخا عن أمس ملك سجستان فخالفه قربوشت إليها وملكها فثار به صلاح الدين النسائي وإلى قلعتها وقتله وملك غزنة؟؟ رضا الملك شرف الدين بن أمور ففتك به رضا الملك واستبد بغزنة فلما ظفر جلال الدين بالتتر على قندهار رجع إلى غزنة فقتله وأوطنها وذلك سنة ثمان عشرة * (استيلاء التتر على مدينة خوارزم وتخريبها) * قد كنا قدمنا ان جنكزخان بعدما أجفل خوارزم شاه من جيحون بعث عساكره إلى النواحي وبعث إلى مدينة خوارزم عسكرا عظيما لعظمها لأنها كرسي الملك وموضع العساكر فسارت عساكر التتر إليها مع ابنه جنطاى واركطاى فحاصروها خمسة أشهر ونصبوا عليها الآلات فامتنعت فاستمدوا عليها جنكزخان فأمدهم بالعساكر متلاحقة فزحفوا إليها وملكوا جانبا منها وما زالوا يملكونها ناحية ناحية إلى أن استوعبوها ثم فتحوا السد الذي يمنع ماء جيحون عنها فسار إليها جيحون فغرقها وانقسم أهلها بين
(١١٧)