برجوع السلطان من العراق فأعطاه الوزير أربعة آلاف دينار ثم افترقت العساكر في بلاد الكرج وبها ايوانى مقدمهم مع بعض أعيانهم وبعث عسكرا آخر إلى مدينة فرس واشتد عليها الحصار ثم جمر العساكر عليها وعاد إلى تفليس * (مسير جلال الدين إلى حصار خلاط) * كانت خلاط في ولاية الأشرف بن العادل بن أيوب وكان نائبه بها حسام الدين على الموصلي وكان الوزير شرف الدين حين أقام بتفليس عند مسير جلال الدين إلى كرمان ضاقت على عساكره الميرة فبعث عسكرا منهم إلى أعمال أرزن الروم فاكتسحوا نواحيها ورجعوا فمروا بخلاط فخرج نائبها حسام الدين واعترضهم واستنقذ ما معهم من الغنائم وكتب الوزير شرف الدين بذلك إلى جلال الدين وهو بكرمان فلما عاد جلال الدين من كرمان وحاصر مدينة انى استقر حسام الدين نائب خلاط للامتناع منه فارتحل هو إلى بلاد انحاز ليأتيه على غرة ورحل جلال الدين من انحاز فسار إلى خلاط وحاصر مدينة ملان كرد في ذي القعدة من السنة وانتقل منها إلى مدينة خلاط وحاصرها وضيق مخنقها وقاتلها مرارا واشتد أهل البلد في مدافعته لما يعلمون من سيرة الخوارزمية الالوائية وكانوا متغلبين على الكثير من بسائط أرمينية وآذربيجان فبلغه أنهم أفسدوا البلاد وقطعوا السابلة وأخذوا الضريبة من أهل خوى وخربوا سائر النواحي وكتب إليه بذلك نوابه وبنت السلطان طغرل زوجته فلما رحل عن خلاط قصدهم على غرة قبل أن يصعدوا إلى حصونهم بجبالهم الشاهقة فأحاطت بهم العساكر واستباحوهم واقتسموهم بين القتل والغنيمة وعاد إلى تبريز * (دخول الكرج مدينة تفليس واحراقها) * ولما عاد السلطان من خلاط وغزو التركمان فرق عساكره للمشتى وكان الأمراء أساؤا السيرة إلى تفليس وهرب العسكر الذين بها واستلحموا بقيتهم وخربوا البلاد وحرقوها لعجزهم عن حمايتها من جلال الدين وذلك في ربيع سنة أربع وعشرين وستمائة وعند النسائي الكاتب ان استيلاء الفرنج على تفليس واحراقهم إياها كان والسلطان جلال الدين على خلاط وانه لما بلغه ذلك رجع وأغار على التركمان في طريقه لما بلغه من افسادهم فنهب أموالهم وساق مواشيهم إلى موقان وكان خمسها ثلاثين ألفا ثم سار إلى خوى لملاقاة بنت طغرل ثم سار إلى كنجة فبلغه الخبر بانصراف الكرج على تفليس بعد احراقها قال ولما وصل كنجة قدم عليه هنالك خاموش بن الأتابك أزبك ابن البهلوان مؤديا منطقة بلخش قدر الكف مصنوعا عليه منقوشا اسم كيكاوس
(١٢٩)