أشلاؤهما وشفع كيبغا في لاشين وقراسنقر المتوليين كبر ذلك فظهرا من الاختفاء وعادا إلى محلهما من الدولة ثم تقبض على الوزير محمد بن السلعوس عند وصوله من الإسكندرية وصادره الوزير الشجاعي وامتحنه فمات تحت الامتحان وأفرج عن عز الدين ايبك الافرم الصالحي وكان الأشرف اعتقله سنة ثنتين وتسعين والله سبحانه وتعالى أعلم * (وحشة كيبغا ومقتل الشجاعي) * ثم إن الشجاعي لطف محله من الناصر واختصه بالمداخلة وأشار عليه بالقبض على جماعة من الأمراء فاعتقلهم وفيهم سيف الدين كرجي وسيف الدين طونجى وطوى ذلك عن كيبغا وبلغه الخبر وهو في موكب بساحة القلعة وكان الأمراء يركبون في خدمته فاستوحش وارتاب بالشجاعي وبالناصر ثم جاء بعض مماليك الشجاعي إلى كيبغا في الموكب وجرد سيفه لقتله فقتله مماليكه وتأخر هو ومن كان معه من الأمراء عن دخول القلعة وتقبضوا على سوس الجاشنكير أستاذ دار وبعثوا به إلى الإسكندرية ونادوا في العسكر فاجتمعوا وحاصروا القلعة وبعث إليهم السلطان أميرا فشرطوا عليه أن يمكنهم من الشجاعي فامتنع وحاصروه سبعا واشتد القتال وفر من كان بقي في القلعة من العسكر إلى كيبغا وخرج الشجاعي لمدافعتهم فلم يغن شيئا ورجع إلى السلطان وقد خامره الرعب فطلب أن يحبس نفسه فمضى به المماليك إلى السجن وقتلوه في طريقهم وبلغ الخبر إلى كيبغا ومن كان معه فذهبت عنهم الهواجس واستأمنوا للسلطان فأمنهم واستحلفوه فحلف لهم ودخلوا إلى القلعة وأفاض كيبغا العطاء في الناس وأخرج من كان في الطباق من المماليك بمداخلة الشجاعي فأنزلهم إلى البلد بمقاصر الكسر ودار الوزارة والجوار وكانوا نحوا من تسعة آلاف فأقاموا بها ولما كان المحرم فاتح سنة أربع وتسعين اتعدوا ليلة وركبوا فيها جميعا وأخرجوا من كان في السجون ونهبوا بيوت الأمراء وأعجلهم الصبح عن تمام قصدهم وباكرهم الحاجب بهادر ببعض العساكر فهزمهم وافترقوا وتقبض على كثير منهم فأخذ منهم العقاب مأخذه قتلا وضربا وعزلا وأفرج عن عز الدين ايبك الافرم وأعيد إلى وظيفته أمير؟؟ ثم هلك قريبا واستحكم أمر السلطان ونائبه كيبغا وهو مستبد عليه واستمر الحال على ذلك إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى والله تعالى ولى التوفيق * (خلع الناصر وولاية كيبغا العادل) *
(٤٠٧)