واعتقلهم وغربهم إلى القسطنطينية وولى على الكرك عز الدين المنصوري وبعده بيبرس الدويدار مؤلف أخبار الترك ثم جهز السلطان ثانيا النائب طرنطاي بالعساكر لحصار سنقر الأشقر بصهيون لانتقاضه وإغارته على بلاد السلطان فسار لذلك سنة ست وثمانين وحاصره حتى استأمن هو ومن معه وجاء به إلى السلطان وأنزله بالقلعة ولم يزل عنده إلى أن هلك السلطان فقبض عليه وتولى ابنه الأشرف من بعده كما نذكره ان شاء الله تعالى * (وفاة ميخاييل ملك القسطنطينية) * قد تقدم لنا كيف تغلب الإفرنج على القسطنطينية من يد الروم سنة ستمائة وكان ميخاييل هذا من بطارقتهم أقام في بعض الحصون بنواحيها فلما أمكنته الفرصة بيتها وقتل من كان بها من الإفرنج وفر الباقون في مراكبهم واجتمع الروم إلى ميخاييل هذا وملكوه عليهم وقتل الملك الذي قبله وكان بينه وبين صاحب مصر والناصر قلاون من بعده اتصال ومهاداة ونزل بنو الظاهر عليه عندما غربوا من مصر ثم مات ميخاييل سنة احدى وثمانين وولى ابنه ما ندر ويلقب الراونس وميخاييل هذا بعرف بالأشكري وبنوه من بعده بنو الأشكري وهم ملوك القسطنطينية إلى هذا العهد والله تعالى يؤيد بنصره من يشاء من عباده * (أخبار النوبة) * كان الملك الظاهر وفد عليه أعوام سنة خمس وسبعين ملك النوبة من تشكيل مستنجدا به على ابن أخيه داود لما كان تغلب عليه وانتزع الملك من يده فوعده السلطان وأقام ينتظر واستفحل ملك داود وتجاوز حدود مملكته إلى قرب أسوان من آخر الصعيد فجهز السلطان العساكر إليه مع أقسنقر الفارقاني وايبك الافرم أستاذ داره وأطلق معهم مرتشكين ملك النوبة فساروا لذلك واستنفروا العرب وانتهوا إلى رأس الجنادل واستولوا على تلك البلاد وأمنوا أهلها وساروا في البلاد فلقيهم داود الملك فهزموه وأثخنوا في عساكره وأسروا أخاه وأخته وأمه وسار إلى مملكة السودان بالأبواب ورآه فقاتله ملكها وهزمه وأسره وبعث به مقيدا إلى السلطان فاعتقل بالقلعة إلى أن مات واستقر مر تشكين في سلطان النوبة على جراية مفروضة وهدايا معلومة في كل سنة وعلى أن تكون الحصون المجاورة لأسوان خالصة للسلطان وعلى أن يمكن ابن أخيه داود وجميع أصحابه من كل مالهم في بلادهم فوفي بذلك ثم مات الظاهر وانقرضت دولته ودولة بنيه وانتقل الملك إلى المنصور قلاون فبعث سنة ست وثمانين
(٤٠٠)