وبعث إلى بغداد بقتل أبى إبراهيم الاستراباذي الذي بعثه أبو الأغر لاستقصاء أموال مؤيد الملك وكان يتهم بمذهبهم فقتل وقتل بالعسكر الأمير محمد بن ولد علاء الدين بن كاكويه وهو صاحب مدينة تيرد وكان يتهم بمذهبهم وسعى بالكيا الهراسي مدرس النظامية انه باطني فأمر السلطان محمد بالقبض عليه حتى شهد المستظهر ببراءته وعلو درجته في العلم فأطلقه وحسمت علة الباطنية بين الجمهور وبقي امرهم في القلاع التي ملكوها إلى أن انقرضوا كما تقدم في اخبارهم مستوفى * (المصاف الثالث بين بركيارق ومحمد والصلح بينهما) * ولما رحل بركيارق عن بغداد إلى واسط ودخل إليها السلطان محمد أقام بها إلى منتصف المحرم من سنة خمس وتسعين ثم رحل إلى همدان وصحبه السلطان سنجر لقصد خراسان موضع امارته وجاءت الاخبار إلى المستظهر باعتزام بركيارق على المسير إلى بغداد ونقل له عنه قبائح من أقواله وأفعاله فاستدعى السلطان محمدا من همدان وقال أنا أسير معك لقتاله فقال محمد أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين ورجع ورتب ببغداد أبا المعالي شحنة وكان بركيارق لما سار من بغداد إلى واسط هرب أهلها منه إلى الزبيدية ونزل هو بواسط عليلا فلما أفاق أراد لعبور إلى الجانب الشرقي فلم يجد سفنا ولا نواتية وجاءه القاضي أبو على الفارسي إلى العسكر واجتمع بالأمير اياز والوزير فاستعطفهما لأهل واسط وطلب إقامة الشحنة بينهم فبعثاه وطلبا من القاضي من يعبر فأحضر لهم رجالا عبروا بهم فلما صاروا في الجانب الشرقي نهب العسكر البلد فجاء القاضي واستعطفهم فمنعوا النهب واستأمن إليهم عسكر واسط فأمنوهم وسار بركيارق إلى بلاد بخ برسق في الأهواز وساروا معه ثم بلغه مسير أخيه محمد عن بغداد فسار في اتباعه على نهاوند إلى أن أدركه وتصافوا ولم يقتتلوا لشدة البرد ثم عاودوا في اليوم الثاني كذلك وكان الرجل يخرج لقريبه من الصف الآخر فيتصافحان ويتساءلان ويفترقان ثم جاء الأمير بكراج وعبر من عسكر محمد إلى الأمير اياز والوزير الأغر فاجتمعوا وعقدوا الصلح بين الفريقين على أن السلطان بركيارق والملك محمد ويضرب له ثلاث نوب ويكون له من البلاد حرة وأعمالها وأذربيجان وديار بكر والجزيرة والموصل ويمده بركيارق بالعساكر على من يمتنع عليه منها وتحالفا على ذلك وافترقا وكان العقد في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسار بركيارق إلى ساوة ومحمد إلى استراباذ وكل أمير على أقطاعه والله سبحانه وتعالى أعلم * (انتقاض الصلح والمصاف الرابع بين السلطانين وحصار محمد بأصبهان) * لما انصرف السلطان محمد إلى استراباذ وكان اتهم الأمراء الدين سعوا في الصلح بالخديعة فسار إلى قزوين ودس إلى رئيسها لان يصنع صنيعا ويدعوه إليه مع الأمراء ففعل وجاء
(٢٧)