فأصابه منه صرع فمات سنة سبعين والله سبحانه وتعالى أعلم * (كتخاتو بن ابغا) * ولما هلك أرغو بن ابغا وابناه قازان وخربندا غائبان بخراسان اجتمع المغل على أخيه كتخاتو فبايعوه وقدموه للملك ثم ساءت سيرته وأفحش في المناكر وإباحة الحرمات والتعرض للغلمان من أبنائهم وكان في عسكره بيدو بن عمر طرغاى بن هلاكو فاجتمع إليه أمراء المغل وبايعوه سرا وشعر بهم كتخاتو ففر من معسكره إلى جهة كرمان وساروا في اثره فأدركوه بأعمال غان وقتلوه سنة ثلاث وتسعين لثلاث سنين وأشهر من ولايته والله تعالى أعلم * (بيدو بن طرغاى بن هلاكو) * ولما قتل أمراء المغل كتخاتو بن ابغا بايعوا مكانه لابن عمه بيدو بن طرغاى بن هلاكو وكان قازان بن أرغو بخراسان فسار لحرب بيدو ومعه الأتابك نيروز فلما تقاربا للقاء تردد الناس بينهما في الصلح على أن يقيم نيروز الأتابك عند بيدو واصطلحا وعاد قازان ثم أرسل نيروز الأتابك إلى قازان يستحثه فسار من خراسان ولما بلغ الخبر إلى بيدو فاوض فيه نيروز الأتابك فقال انا أكفيكه فصبر حتى أتى إليه فسرحه ولما وصل إلى قازان أطلعه على شأن أمراء بيدو وانهم راغبون عنه وحرضه على المسير فامتعض لذلك بيدو وسار للقائهم فلما التقى الجمعان انتقض عليه أمراؤه بمداخلة نيروز فانهزم ولحق بنواحي همذان فأدرك هناك وقتل سنة خمس وتسعين لثمانية أشهر من ملكه والله سبحانه وتعالى أعلم * (قازان بن أرغو) * ولما انهزم بيدو وقتل ملك على المغل مكانه قازان بن أرغو فجعل أخاه خربندا واليا على خراسان وجعل نيروز الأتابك مدبرا لمملكته وسعى لأول أمره في التدبير على طرغاى من أمرائه ومواليه من المغل الذي داخل بيدو في قتل كتخاتو الذي تولى كبر ذلك فخافه طرغاى على نفسه وكان نازلا بين بغداد والموصل فبعث إلى كيبغا العادل صاحب مصر والشأم يستأذنه في اللحاق به ثم ولى قازان على ديار بكر أميرا من أشياعه اسمه مولان فهزمه وقتل الكثير من أصحابه ونجا إلى الشأم وبعث كيبغا من تلقاه وجاء به إلى مصر ودخل مجلس الملك ورفع مجلسه فيها قبل أن يسلم واستقر هو وقومه الاوبراتية بمصر وأقطع لهم وكان ذلك داعيا إلى الفتنة بين الدولتين ثم قتل قازان الأتابك نيروز وذلك أنه استوحش من قازان وكاتب لاشين سلطان مصر والشأم
(٥٤٧)