الرواحل ليلحق بمكة هاربا فقبض عليه وحبسه بالقلعة وسار علي بن عجلان إلى مكة وقبض على الاشراف لتستقيم امارته ثم خودع عنهم فأطلقهم فنفروا عنه ولم يعاودوا طاعته فاضطرب أمره وفسد رأيه وهو مقيم على ذلك لهذا العهد والله غالب على أمره انه على كل شئ قدير [وصول أحياء من التتر وسلطانهم إلى صاحب بغداد واستيلاؤه عليها ومسير السلطان بالعساكر إليه] كان هؤلاء التتر من شعوب الترك وقد ملكوا جوانب الشرق من تخوم الصين إلى ما وراء النهر ثم خوارزم وخراسان وجانبيها إلى سجستان وكرمان جنوبا وبلاد القفجاق وبلغار شمالا ثم عراق العجم وبلاد فارس وآذربيجان وعراق العرب والجزيرة وبلاد الروم إلى أن بلغوا حدود الفرات واستولوا على الشأم مرة بعد أخرى كما تقدم في أخبارهم ويأتي ان شاء الله تعالى وكان أول من خرج منهم ملكهم جنكزخان أعوام عشر وستمائة واستقلوا بهذه الممالك كلها ثم انقسمت دولته بين بنيهم فيها فكان لبنى دوشى خان منهم بلاد القفجاق وجانب الشمال بأسره ولبنى هلاكو بن طولى خان خراسان والعراق وفارس وآذربيجان والجزيرة والروم ولبنى جفطاي خوارزم وما إليها واستمرت هذه الدول الثلاث إلى هذا العهد في مائة وثمانين لسنة انقرض فيها ملك بنى هلاكو في سنة أربعين من هذه المائة بوفاة أبى سعيد اخرهم ولم يعقب وافترق ملكه بين جماعة من أهل دولته في خراسان وأصبهان وفارس وعراق العرب وآذربيجان وتوريز وبلاد الروم فكانت خراسان للشيخ ولى وأصبهان وفارس وسجستان للمظفر الأزدي وبنيه وخوارزم وأعمالها إلى تركستان لبنى جفطاي وبلاد الروم لبنى أرشا مولى من موالي دمرداش بن جوبان وبغداد وآذربيجان والجزيرة للشيخ حسن بن حسين بن أيبغا بن ايكان وايكان سبط ارغو بن ابغا بن هلاكو ولبنيه وهو من كبار المغل في نسبه ولم يزل ملكهم المفترق في هذه الدول متناقلا بين أعقابهم إلى أن تلاشى واضمحل واستقر ملك بغداد وآذربيجان والجزيرة لهذا العهد لأحمد بن أويس ابن الشيخ حسن سبط ارغو كما في أخبار يأتي شرحها في دول التتر بعد ولما كان في هذه العصور ظهر بتركستان وبخاري فيما وراء النهر أمير اسمه تمر في جموع من المغل والتتر ينسب هو وقومه إلى جفطاي لا أدرى هو جفطاي بن جنكزخان أو جفطاي آصخر من شعوب المغل والأول أقرب لما قدمته من ولاية جفطاي بن جنكزخان على بلاد ما وراء النهر لعهد أبيه وان اعترض معترض بكثرة هذا الشعب الذي مع تمر وقصر المدة أن هذه المدة من لدن جفطاي تقارب مائتي سنة لان جفطاي كان لعهد أبيه جنكزخان
(٥٠٦)