وقصد قلعة مردانقين وكانت لصهر الوزير ركبة الدين فصانعه بأربعة آلاف دينار حملها إليه ثم سار إلى قلعة حاجين وبها جلال الدولة ابن أخت أبوانى أمير الكرج فصالحه على عشرين ألف دينار وسبعمائة أسير من المسلمين ثم كانت فتنة البهلوانية فسكنها وسرح الجند عنها وشرح الخبر عنها ان بعض مماليك أتابك أزبك كان قد أفحش في قتل الخوارزمية بآذربيجان عند زحفهم إليها أيام فرارهم من التتر فلما ملك السلطان جلال الدين آذربيجان ومحا ملك البهلوانية منها لحق الأمير مقدى هذا بالأشرف بن العادل بن أيوب صاحب الشأم وأقام عنده فلما بلغه انهزام الوزير شرف الملك أمام الحاجب حسام الدين نائب الأشرف بخلاط فر من الشأم إلى آذربيجان ليقيم مع الأتابكية ومر بالحاجب في خوى فاتبعه وعبر النهر وخاطب من عدوته معتذرا فرجع عنه ودخل مقدى بلاد قبار وفيها قلاع استولى عليها المنتقضون والعصاة فراسلهم في إقامة الدعوة الأتابكية والبيعة لابن خاموش بن أزبك يستدعونه من قلعة قوطور واتصل ذلك بالوزير فأقلقه ثم جاء خبر هزيمة السلطان بأصبهان فازداد قلقا وسار الأمير مقدى إلى نصرة الدين محمد بن سبكتكين يدعوه لذلك فلاطفه في القول وكتب للوزير بالخبر فأجابه بأن يضمن لمقدى ما أحب في مراجعة الطاعة ففعل وجاء به إلى الوزير فأكرمه وخلع عليه وعلى من جاء معه وعاهده على العفو عن دماء الخوارزمية وجاء الخبر برجوع السلطان من اصبهان فارتحل الوزير للقائه ومعه الأمير مقدى وابن سبكتكين وأكرمهما السلطان * (أخبار الوزير بخراسان) * كان صفى الدين محمد الطغرائي وزيرا بخراسان وأصل خبره انه كان من قرية كلاجرد وأبوه رئيسها وكان هو حسن الخط ورتبة الأطوار ثم لحق بالسلطان في الهند وخدم الوزير شرف الملك فلما عادوا إلى العراق ولاه الطغرائي ولما ملك السلطان تفليس من يد الكرج ولى عليها أقسنقر مملوك الأتابك أزبك وأقام صفى الدين في وزارتها فلما حاصرها الكرج هرب أقسنقر وأقام صفى الدين فحاصروه أياما ثم أفرجوا ووقع ذلك من السلطان أحسن المواقع وولاه وزارة خراسان فأقام بها سنة وضجر منه أهلها فلما جاء السلطان إلى الري وأقام بها كثرت به الشكايات ونكبه السلطان واستصفى أمواله وقبض على مواليه وحاشيته وقيدت خيله إلى مرابط السلطان وكانت ثلثمائة وخلص من مواليه على الكرماني إلى قلعة كان حصنها فامتنع بها واستوزر السلطان مكانه تاج الدين البلخي المستوفى وسلم إليه الصفي ليستصفيه ويقلع القلعة من مولاه وشدد في امتحانه وكان عدوه فلم يظفر منه بشئ وكان لما نكب طالبه خاتون السلطان
(١٣٤)