أربعة آلاف وعلى حماة ألفا دينار وذلك سنة خمس وخمسمائة * (استيلاء طغركين على بصرى) * قد تقدم لنا سنة سبع وتسعين حال تلتاش بن تتش والخطبة له بعد أخيه دقاق وخروجه من دمشق واستنجاده الفرنج وان الذي تولى كبر ذلك كله اسكين الحملي صاحب بصرى فسار طغركين سنة المائة الخامسة إلى بصرى وحاصرها حتى أذعنوا وضربوا له أجلا للفرنج فعاد إلى دمشق حتى انقضى الاجل فأتوه طاعتهم وملك البلد وأحسن إليهم والله تعالى ولى التوفيق لا رب غيره * (غزو طغركين وهزيمته) * ثم سار طغركين سنة اثنتين وخمسمائة إلى طبرية ووصل إليها ابن أخت بقدوين ملك الفرس من الفرنج فاقتتلوا فانهزم المسلمون أولا فنزل طغركين ونادى بالمسلمين فكروا وانهزم الفرنج وأسر ابن أخت بقدوين وعرض طغركين عليه الاسلام فامتنع فقتله بيده وبعث بالأسرى إلى بغداد ثم انعقد الصلح بين طغركين وبقدوين بعد أربع سنين وسار بعدها طغركين إلى حصن غزة في شعبان من السنة وكان نيد مولى القاضي فخر الملك بن علي بن عمار صاحب طرابلس فعصى عليه وحاصره الإفرنج وانقطعت عنه الميرة فأرسل إلى طغركين صاحب دمشق أن يمكنه من الحصن فأرسل إليه إسرائيل من أصحابه فملك الحصن وقتل صاحبه مولى بن عمار غيلة ليستأثر بمخلفه فانتظر طغركين دخول الشتاء وسار إلى الحصن لينظر في أمره وكان أسردانى من الإفرنج يحاصر طرابلس فلما سمع بوصول طغركين حصن الأكمة أغذ السير إليه فهزمه وغنم سواده ولحق طغركين بحمص ونازل أسردانى غرة فاستأمنوا إليه وملكها وقبض على إسرائيل فادى به أسيرا كان لهم بدمشق منذ سبع سنين ووصل طغركين إلى دمشق ثم قصد ملك الإفرنج رمسة من أعماله دمشق فملكها وشحنها بالأقوات والحامية فقصدها طغركين بعد أن نمى إليه الخبر بضعف الحامية الذين بها فكبسها عنوة وأسر الإفرنج الذين بها والله سبحانه وتعالى أعلم * (انتقاض طغركين على السلطان محمد) * كان السلطان محمد بن ملك شاه قد أمر مودود بن بوشكين صاحب الموصل بالمسير لغزو الإفرنج لان ملك القدس تابع الغارات على دمشق سنة ست وخمسمائة واستصرخ طغركين بمودود فجمع العساكر وسار سنة تسع ولقيه طغركين بسهلة وقصدوا القدس وانتهوا إلى الانحوانة على الأردن وجاء بقدوين فنزل قبالتهما على النهر ومعه جوسكين
(١٥٢)