بنفسه وكان صاحب جزيرة ابن عمر وبعث بطاعته إلى صلاح الدين وبعث الخليفة الناصر شيخ الشيوخ وبشير الخادم بالصلح بين عز الدين وصلاح الدين على أن تكون الجزيرة وأربل من أعماله وامتنع عز الدين وقال هما من أعمالي وطمع صلاح الدين في الموصل فتنكر عز الدين لزلقندار ولابن صاحب العراق لما حملاه عليه من الفساد لنكبة مجاهد الدين فبدأ أولا بعزل صاحب آذربيجان فقال له أنا أكفيكه وجهز له عسكرا نحو ثلاثة آلاف فارس وساروا نحو أربل فاكتسحوا البلد وخربوها وسار إليهم زين الدين يوسف بأربل فوجدهم مفترقين في النهب فهزمهم وما كان معهم وعاد مظفرا ولحق العجم ببلادهم وعاد مجاهد الدين إلى الموصل والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق * (حصار صلاح الدين الموصل وصلحه مع عز الدين صاحبها) * ثم سار صلاح الدين من دمشق في ذي القعدة سنة احدى وثمانين فلما انتهى إلى حران قبض على صاحبها مظفر الدين كوكبرى لأنه كان لذلك وعده بخمسين ألف دينار حتى إذا وصل لم يف له بها فقبض عليه لانحراف أهل الجزيرة عنه فأطلقه ورد عليه عمله بحران والرها وسار عن حران وجاء معه عساكر كيفا ودارى وعساكر جزيرة ابن عمر مع صاحبها معز الدين سنجر شاه ابن أخي معز الدين صاحب الموصل وقد كان استبد بأمره وفارق طاعة عمه بعد نكبة مجاهد الدين كما قلناه فساروا مع صلاح الدين إلى الموصل ولما انتهوا إلى مدينة بله وفدت عليه أم عز الدين وابن عمه نور الدين محمود وجماعة من أعيان الدولة ظنا بأنه لا يردهم وأشار عليه الفقيه عيسى وعلي بن أحمد المشطوب بردهم ورحل إلى الموصل فقاتلها وامتنعت عليه وندم على رد الوفد وجاءه كتاب القاضي الفاضل بالأئمة ثم قدم عليه زين الدين يوسف صاحب أربل فأنزله مع أخيه مظفر الدين كوكبرى وغيره من الأمراء ثم بعث الأمير علي بن أحمد المشطوب إلى قلعة الجزيرة من بلاد الهكارية فاجتمع عليه الأكراد الهكارية وأقام يحاصرها وكاتب نائب القلعة زلقندار ونمى خبر مكاتبته إلى عز الدين فمنعه واطرحه من المشورة وعدل إلى مجاهد الدين قايمان وكان يقتدى برأيه فضبط الأمور وأصلحها ثم بلغه في آخر ربيع من سنة ثنتين وثمانين وقد ضجر من حصار الموصل ان شاهرين صاحب خلاط توفى تاسع ربيع واستولى عليها مولاه بكتمر فرحل عن الموصل وملك ميافارقين كما يأتي في أخبار دولته ولما فرغ منها عاد إلى الموصل ومر بنصيبين ونزل الموصل في رمضان سنة ثنتين وثمانين وترددت الرسل بينهما في الصلح على أن يسلم إليه عز الدين شهرزور وأعمالها وولاية الفراثلى وما وراء الزاب ويخطب له على منابرها وينقش اسمه على
(٢٦٢)