ومن يرجع إلى قطز من المعزية وكان بهادر وسنجر الغتمى غائبين فلما قدما استراب بهما قطز وخشى من نكيرهما ومزاحمتهما فقبض عليهما وحبسهما وأخذ في تمهيد الدولة فاستوسقت له وكان قطز من أولاد الملوك الخوارزمية يقال إنه ابن أخت خوارزم شاه واسمه محمود بن مودود اسره التتر عند الحادثة عليهم وبيع واشتراه ابن الزعيم حكاه النووي عن جماعة من المؤرخين والله تعالى ينصر من يشاء من عباده [استيلاء التتر على الشأم وانقراض أمر بنى أيوب ثم مسير قطز بالعساكر وارتجاعه الشأم من أيدي التتر وهزيمتهم وحصول الشأم في ملك الترك] ثم عبر هلاكو الفرات سنة ثمان وخمسين وفر الناصر وأخوه الظاهر إلى التيه ولحق بمصر المنصور صاحب حماة وجماعة البحرية الذين كانوا باحياء العرب في القفر وملك هلاكو بلاد الشأم واحدة واحدة وهدم أسوارها وولى عليها وأطلق المعتقلين من البحرية بحلب مثل سنقر الأشقر وشكر وبرابق واستخدمهم ثم قفل إلى العراق لاختلاف بين اخوته واستخلف على الشأم كسعا من أكبر أمرائه في اثنى عشر ألفا من العساكر وتقدم إليه بمطالعة الأشرف إبراهيم بن شيركوه صاحب حمص بعد أن ولاه على مدينة دمشق وسائر مدن الشأم واحتمل معه الناصر وابنه العزيز بعد أن استشاره في تجهيز العساكر بالشأم لمدافعة أهل مصر عنها فهون عليه الامر وقللهم في عينه فجهز كسعا ومن معه ولما فصل سار كسعا إلى قلعة دمشق وهي ممتنعة بعد فحاصرها وافتتحها عنوة وقتل نائبها بدر الدين بربدك وخيم بمرج دمشق وجاءه من ملوك الإفرنج بالساحل ووفد عليه الظاهر أخو الناصر صاحب صرخد فرده إلى عمله وأوفد عليه المغيث صاحب الكرك ابنه العزيز بطاعته فقبله ورده إلى أبيه واجتمعت عساكر مصر واحتشد المظفر العرب والتركمان وبعث إليهم بالعطايا وأزاح العلل وبعث كسعا إلى المظفر قطز بأن يقيم طاعة هلاكو بمصر فضرب أعناق الرسل ونهض إلى الشأم مصمما للقاء العدو ومعه المنصور صاحب حماة وأخوه الأفضل وزحف كسعا وعساكر التتر ومعه الأشرف صاحب حمص والسعيد صاحب الضبينة ابن العزيز بن العادل وبعث إليهما قطز يستميلهما فوعده الأشرف بالانهزام يوم اللقاء وأساء العزيز الرد على رسوله وأوقع به والتقى الفريقان بالغور على عين جالوت وتحيز الأشرف عندما تناشبوا فانهزم التتر وقتل أميرهم كسعا في المعركة وجئ بالسعيد صاحب الضبينة أسيرا فوبخه ثم قتله وجئ بالعزيز بن المغيث وأسر يومئذ؟؟ الذي ملك مصر بعد ذلك ولقى العادل بيبرس المنهزمين في عسكر من الترك فأثخن فيهم وانتهى إلى حمص فلقى مددا من التتر جاء لكسعا فاستأصلهم ورجع إليه الأشرف صاحب حمص من عسكر التتر فأقره
(٣٧٩)