منهم انتهى والله أعلم [مسير السلطان أحمد إلى الكرك وانفاق الأمراء على خلعه والبيعة لأخيه الصالح] ولما استوحش الأمراء من السلطان وارتاب بهم ارتحل إلى الكرك لثلاثة أشهر من بيعته واحتمل معه طشتمر وايدغمش معتقلين واستصحب الخليفة الحاكم واستوحش نائب صفد بيبرس الأحمدي وسار إلى دمشق وهي يومئذ فوضى فتلقاه العسكر وأنزلوه وبعث السلطان في القبض عليه فأبى من اعطاء يده وقال انما الطاعة لسلطان مصر وأما صاحب الكرك فلا وطالت غيبة السلطان أحمد بالكرك واضطرب الشأم فبعث إليه الأمراء بمصر في الرجوع إلى دار ملكه فامتنع وقال هذه مملكتي أنزل من بلادها حيث شئت وعمد إلى طشتمر وايدغمش الفخري فقتلهما فاجتمع الأمراء بمصر وكبيرهم بيبرس العلائي وأرغون الكاملي وخلعوه وبايعوا لأخيه إسماعيل في محرم سنة ثلاث وأربعين ولقبوه الصالح فولى أقسنقر السلاري ونقل ايدغمش الناصري من نيابة حلب إلى نيابة دمشق وولى مكانه بحلب طقردمر ثم عزل ايدغمش من دمشق ونقل إليها طقردمر وولى بحلب طنبغا المارداني ثم هلك المارداني فولى مكانه طنبغا اليحياوي واستقامت أموره والله تعالى ولى التوفيق * (ثورة رمضان بن الناصر ومقتله وحصار الكرك ومقتل السلطان أحمد) * ثم إن بعض المماليك داخل رمضان بن الملك الناصر في الثورة بأخيه وواعدوه قبة النصر فركب إليهم وأخلفوه فوقف في مماليكه ساعة يهتفون بدعوته ثم استمر هاربا إلى الكرك واتبعه العسكر مجدين السير في الطريق وجاؤا به فقتل بمصر وارتاب السلطان بالكثير من الأمراء ونقبض على نائبه أقسنقر السلاري وبعث به إلى الإسكندرية فقتل هنالك وولى مكانه انجاح الملك ثم سرح العساكر سنة أربع وأربعين لحصار الكرك مترادفة ونزع بعض العساكر عن السلطان أحمد من الكرك فلحقوا بمصر وكان آخر من سار من الأمراء لحصار الكرك قماري ومساري سنة خمس وأربعين فأخذوا بمخنقه ثم اقتحموا عليه وملكوه وقتلوه فكان لبثه بالملك في مصر ثلاثة أشهر وأياما وانتقل إلى الكرك في محرم سنة ثلاث وأربعين إلى أن حوصر ومثل به وتوفى في أيامه طنبغا المارداني نائب حلب فولى مكانه طنبغا اليحياوي وسيف الدين طراى الجاشنكير نائب طرابلس فولى مكانه أقسنقر الناصري والله تعالى أعلم * (وفاة الصالح بن الناصر وولاية أخيه لكامل) *
(٤٤٥)