عنده إلى آخر ثنتين وعشرين ثم رجع سنجر إلى خراسان بعد أن أوصى محمود بدبيس وأعاده إلى بلده ورجع محمود إلى همذان ثم سار إلى العراق وخرج الوزير للقائه ودخل بغداد في تاسوعاء سنة ثلاث وعشرين ثم لحقه دبيس بمائة ألف دينار في ولاية الموصل وسمع بذلك زنكى وجاء إلى السلطان وحمل المائة ألف مع هدايا جليلة فخلع عليه وأعاده وسار منتصف السنة عن بغداد إلى همذان بعد أن ولى الحلة مجاهد الدين بهروز شحنة بغداد * (وفاة السلطان محمود وملك ابنه داود) * ثم توفى السلطان محمود بهمذان في شوال سنة خمس وعشرين لثلاث عشرة سنة من ملكه بعد أن كان قبض على جماعة من أمرائه وأعيان دولته منهم عزيز الدولة أبو نصر أحمد بن حامد المستوفى وأبو شتكين المعروف بشيركين بن حاجب وابنه عمر فخافهم الوزير أبو القاسم الشابادي فأغرى بهم السلطان فنكبهم وقتلهم ولما توفى اجتمع الوزير أبو القاسم والأتابك أقسنقر الأحمر يلي وبايعوا لابنه داود وخطبوا له في جميع بلاد الجبل وأذربيجان ووقعت الفتنة بهمذان وسائر بلاد الجبل ثم سكنت وهرب الوزير إلى الري مستجيرا بالسلطان فأمر بها * (منازعة السلطان مسعود لداود ابن أخيه واستيلاؤه على السلطان بهمذان) * لما هلك السلطان محمود سار أخوه مسعود من جرجان إلى تبريز فملكها فسار داود من همذان في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وحاصره بتبريز في محرم سنة ست وعشرين ثم اصطلحوا وتأخر داود عن الامر لعمه مسعود فسار مسعود من تبريز إلى همذان وكاتب عماد الدين زنكى صاحب الموصل يستنجده فوعده بالنصر وأرسل إلى المسترشد في طلب الخطبة ببغداد وكان داود قد أرسل في ذلك قبله ورد المسترشد الامر في الخطبة إلى السلطان سنجر ودس إليه أن لا يأذن لواحد منهما وان تكون الخطبة له فقط وحسن موقع ذلك عنده وسار السلطان مسعود إلى بغداد وسبقه إليها أخوه سلجوق شاه مع أتابك قراجا الساقي صاحب فارس وخوزستان ونزل في دار السلطان واستخلفه الخليفة لنفسه ولما سار السلطان مسعود أوعز إلى عماد الدين زنكى أن يسير إلى بغداد فسار من الموصل إليها وانتهى السلطان مسعود إلى عباسة الخالص وبرزت إليه عساكر المسترشد وسلجوق شاه وسار قراجا الساقي إلى مدافعة زنكى فدافعه على المعشوق فهزمه وأسر كثيرا من أصحابه ومر منهزما إلى تكريت وبها يومئذ نجم الدين أيوب أبو الاملاك الأيوبية فهيأ له المعابر وعبر دجلة إلى بلاده وسار السلطان مسعود من العباسة وقاتلت طلائعه طلائع أخيه سلجوق وبعث سلجوق يستحث قراجا
(٥٧)