المعرة وهي للإفرنج وفارقهم الأمير حيوس بك إلى وادى مراغة فملكه وسارت العساكر من المعرة إلى حلب وأثقالهم ودوابهم وهم متلاصقون فوصلت مقدمتهم إلى الشأم وخربوا الأبنية وكان روميل صاحب أنطاكية قد سار في خمسمائة فارس وألفى راجل للمدافعة عن كفر طاب وأظل على خيام المسلمين قبل وصولهم فقتل من وجد بها من السوقة والغلمان وأقام الإفرنج بين الخيام يقتلون كل من لحق بها حتى وصل الأمير برسق وأخوه زنكى فصعدا ربوة هناك وأحاط الفل من المسلمين به وعزم برسق على الاستماتة ثم غلبه أخوه زنكى على النجاة فنجا فيمن معه واتبعهم الإفرنج فرسخا ورجعوا عنه وافترقت العساكر الاسلامية منهزمة إلى بلادها وأشفق أهل حلب وغيرها من بلاد الشأم من الإفرنج بعد هذه الواقعة وسار الإفرنج إلى رميلة من أعمال دمشق فملكوها وبالغوا في تحصينها واعتزم طغركين على تخريب بلاد الإفرنج ثم بلغه الخبر عن خلو رميلة من الحامية فبادر إليها سنة تسع وملكها عنوة وقاتل وأسر وغنم وعاد إلى دمشق ولم تزل رميلة بين المسلمين إلى أن حاصرها الإفرنج سنة عشرين وخمسمائة وملكوها والله أعلم * (وفاة ملك الإفرنج وأخبارهم بعده مع المسلمين) * ثم توفى بقدوين ملك الإفرنج بالقدس آخر سنة احدى عشرة وخمسمائة وكان قد زحف إلى ديار بكر طامعا في ملكها فانتهى إلى تنيس وشج في الليل فانتقض عليه جرحه وعاد إلى القدس فمات وعاد القمص صاحب الرها الذي كان أسره ؟؟ وأطلقه جاولى وكان حاضرا عنده لزيارة قمامة وكان أتابك طغركين قد سار لقتال الإفرنج ونزل اليرموك فبعث إليه قمص في المهادنة فاشترط طغركين ترك المناصفة من جبل عردة إلى العور فلم يقبل القمص فسار طغركين إلى طبرية ونهب نواحيها وسار منها إلى عسقلان ولقى سبعة آلاف من عساكر مصر قد جاؤوا في أثر بقدوين عندما ارتحل عن ديار بكر فاعلموا أن صاحبهم تقدم إليهم بالوقوف عند أمر طغركين فشكر لهم ذلك وعاد إلى دمشق وأتاه الخبر بأن الإفرنج قصدوا أذرعات ونهبوها بعد أن ملكوا حصنا من أعماله فأرسل إليهم تاج الملك بورى في أثرهم فحاصرهم في جبل هناك حتى يئسوا من أنفسهم وصدقوا الحملة عليهم فهزموهم وأفحشوا في القتل وعاد الفل إلى دمشق وسار طغركين إلى حلب يستنجد أبا الغازي فوعده بالمسير معه ثم جاء الخبر بأن الإفرنج قصدوا أعمال دمشق فنهبوا حوران واكتسحوها فرجع طغركين إلى دمشق وأبو الغازي إلى ماردين إلى حشد العساكر وقصدوا الاجتماع على حرب الإفرنج ثم سار الإفرنج سنة ثلاثة عشر إلى نواحي حلب
(١٩٧)