دمشق واستأذنه الحاجب يوسف بن فيروز في العود من تدمر إلى دمشق وقد كان هرب إليها كما قدمناه وكان جماعة من الموالى منحرفين عنه بسبب ما تقدم في مقتل سونج فنكروا ذلك فلاطفهم ابن فيروز واسترضاهم وحلف لهم انه لا يتولى شيئا من الأمور ولما دخل رجع إلى حاله فوثبوا عليه وقتلوه وخيموا بظاهر دمشق واشتطوا في الطلب فلم يسعفوا بكلمة فلحقوا بشمس الدولة محمد بن تاج الملوك في بعلبك وبثوا السرايا إلى دمشق فعاثت في نواحيها حتى أسعفهم شهاب الدين بكل ما طلبوه فرجعوا إلى ظاهر دمشق وخرج لهم شهاب الدين وتحالفوا ودخلوا إلى البلد وولى مرواش كبيرهم على العساكر وجعل إليه الحل والعقد في دولته والله أعلم * (استيلاء عماد الدين زنكى على حمص وغيرها من أعمال دمشق) * ثم سار أتابك زنكى إلى حمص في شعبان سنة احدى وثلاثين وقدم إليه حاجبه صلاح الدين الباغيسيانى وهو أكبر أمرائه مخاطبا واليها معين الدين أنز في تسليمها فلم يفعل وحاصرها فامتنعت عليه فرحل عنها آخر شوال منه السنة ثم سار سنة ثنتين وثلاثين إلى نواحي بعلبك فملك حصن المحولي على الأمان وهو لصاحب دمشق ثم سار إلى حمص وحاصرها وعاد ملك الروم إلى حلب فاستدعى الفرنج وملك كثيرا من الحصون مثل عين زربة وتل حمدون وحصر أنطاكية ثم رجع وأفرج أتابك زنكى خلال ذلك عن حمص ثم عاود منازلتها بعد مسير الروم وبعث إلى شهاب الدين صاحب دمشق يخطب إليه أمه مرد خاتون ابنة جاولى طمعا في الاستيلاء على دمشق فزوجها له ولم يظفر بما أمله من دمشق وسلموا له حمص وقلعتها وحملت إليه خاتون في رمضان من السنة والله أعلم * (مقتل شهاب الدين محمود وولاية أخيه محمد) * لما قتل شهاب الدين محمود في شوال سنة ثلاث وثلاثين اغتاله ثلاثة من مواليه في مضجعه بخلوته وهربوا فنجا واحد منهم وأصيب الآخران كتب معين الدين أنز إلى أخيه شمس الدين محمد بن بورى صاحب بعلبك بالخبر فسارع ودخل دمشق وتبعه الجند والأعيان وفوض أمر دولته إلى معين الدين أنز مملوك جده وأقطعه بعلبك واستقامت أموره * (استيلاء زنكى على بعلبك وحصاره دمشق) * ولما قتل شهاب الدين محمود وبلغ خبره إلى أمه خاتون زوجة أتابك زنكى بحلب عظم جزعها عليه وأرسلت إلى زنكى بالخبر وكان بالجزيرة وسألت منه الطلب بثار ابنها فسار
(١٥٨)