وذلك سنة احدى عشرة وهم سنقرالب بقتله فعارضه غرغلى فلم يرجع وقتله فقتله غرغلى به وسكن الناس وكان بالبلد أمير اسمه علي بن سكمان حج بالناس وغاب عن هذه الواقعة فغص به غرغلى لتمام الحج على يده وخشى أن يثأر منهم بسنقرالب لتقدمه عليهم فأوغر إلى عرب البرية فنهب الحاج (1) وانثنى علي بن سكمان في الدفاع عنهم إلى أن قارب البصرة والعرب يقاتلونه فبعث إليه غرغلى بالمنع من البصرة فقصد القرى أسفل دجلة وصدق الحملة على العرب فهزمهم ثم سار إليه غرغلى وقاتله فأصابه سهم فمات وسار علي بن سكمان إلى البصرة وملكها وكاتبه أقسنقر البخاري صاحب عمان بالطاعة وأقر نوابه على أعماله وكان عند السلطان وطلبه أن يوليه البصرة فأبى وبقي ابن سكمان مستبدا بالبصرة إلى أن بعث السلطان أقسنقر البخاري إلى البصرة سنة أربع عشرة فملكها من علي بن سكمان * (استيلاء الكرج على تفليس) * كان الكرج قديما يغيرون على آذربيجان وبلاد اران قال ابن الأثير والكرج هم الخزر وقد بينا الصحيح من ذلك عند ذكر الأنساب وان الخزر هم التركمان (2) إلا أن يكون الكرج من بعض شعوبهم فيمكن ولما استفحل ملك السلجوقية امسكوا عن الإغارة على البلاد المجاورة لهم فلما توفى السلطان محمد رجعوا إلى الغارة فكانت سراياهم وسرايا القفجاق تغير على البلاد ثم اجتمعوا وكانت بلد الملك طغرك وهي اران ونقجوان إلى أوس مجاورة لهم فكانوا يغيرون عليها إلى العراق لملك بغداد ونزل على دبيس ابن صدقة فسار هو وأتابك كبعرى ودبيس بن صدقة وأبى الغازي ابن ارتق وسار في ثلاثين ألفا إلى الكرج والقفجاق فاضطرب المسلمون وانهزموا وقتل منهم خلق وتبعهم الكفار عشرة فراسخ وعادوا عنهم وحاصروا مدينة تفليس وأقاموا عليها سنة وملكوها عنوة سنة خمس عشرة (3) ووصل صريخهم سنة ست عشرة إلى السلطان محمود بهمدان فسار لصريخهم وأقام بمدينة تبريز وانفذ عساكره إلى الكرج فكان من أمرها ما يذكر ان شاء الله تعالى * (الحرب بين السلطان محمود وأخيه مسعود) * قد تقدم لنا مسير مسعود إلى العراق وموت أبيه السلطان محمد وما تقرر بينهما من الصلح ورجوعه إلى الموصل بلده وان السلطان محمودا زاده آذربيجان ولحق به قسيم الدولة البرسقي عندما طرده عن شحنة بغداد فأقطعه مسعود مراغة مضافة إلى الرحبة وكاتب دبيس حيوس بك أتابك مسعود يحرضه على نكبة البرسقي وانه يباطن السلطان محمودا ووعده على ذلك بالأموال وحرضهم على طلب الامر لمسعود ليقع الاختلاف فيحصل له
(٤٩)