ولحق التركمان بالجبال ولحق هو بسيس في فل من العسكر وسار إلى دمشق ثم إلى مصر وسأل من السلطان لاشين أن يمده بعسكر ينقل به عياله إلى الشأم فأمر السلطان نائب حلب أن ينجده على ذلك فبعث معه عسكرا عليهم بكتمر الحلبي وساروا إلى سوس فاعترضهم التتر وهزموهم وقتل الحلبي ونجا شلامش إلى بعض القلاع فاستنزله غازان وقتله واستقر أخوه قطقطو ومخلص بمصر وأقطع لهما وانتظما في عسكر مصر والله تعالى أعلم * (واقعة التتر على الناصر واستيلاء غازان على الشأم ثم ارتجاعه منه) * قد كنا قدمنا ما حدث من الوحشة بين التتر وبين الترك بمصر وقدمنا من أسبابها ما قدمناه فلما بويع الناصر بلغه أن غازان زاحف إلى الشأم فتجهز وقدم العساكر مع قطلبك الكبير وسيف الدين؟؟ وسار على أثرهم آخر سنة ثمان وسبعين وانتهى إلى غزة فنمى إليه أن بعض المماليك مجمعون للتوثب عليه وأن الاربدانية الذين وفدوا من التتر على كيبغا داخلوهم في ذلك وبينهما هو يستكشف الخبر إذ بمملوك من أولئك قد شهر سيفه واخترق صفوف العساكر وهم مصطفون بظاهر غزة فقتل لحينه وتتبع أمرهم من هذه البادرة حتى ظهرت حليتها فسبق الاربدانية ومقدمهم طرنطاي وقتل بعض المماليك وحبس الباقون بالكرك ورحل السلطان إلى عسقلان ثم إلى دمشق ثم سار ولقى غازان ما بين سلمية وحمص بمجمع المروج ومعه الكرج والأرمن وفي مقدمته أمراء الترك الذين هربوا من الشأم وهم قفجق المنصوري وبكتمر السلحدار وفارس الدين البكى وسيف الدين غزار فكانت الجولة منتصف ربيع فانهزمت ميمنة التتر وثبت غازان ثم حمل على القلب فانهزم الناصر واستشهد كثير من الأمراء وفقد حسام الدين قاضي الحنفية وعماد الدين إسماعيل ابن الأمير وسار غازان إلى حمص فاستولى على الذخائر السلطانية وطار الخبر إلى دمشق فاضطرب العامة وثار الغوغاء وخرج المشيخة إلى غازان يقدمهم بدر الدين بن جماعة وتقى الدين بن تيمية وجلال الدين القزويني وبقي الولد فوضى وخاطب المشيخة غازان في الأمان فقال قد خالفكم إلى بلدكم كتاب الأمان ووصل جماعة من أمرائه فيهم إسماعيل بن الأمير والشريف الرضى وقرأ كتاب الأمان ويسمونه بلغاتهم الفومان وترجل الأمراء بالبساتين خارج البلد وامتنع علم الدين سلحدار؟؟ بالقلعة فبعث إليه إسماعيل يستنزله بالأمان فامتنع فبعث إليه المشيخة من أهل دمشق فزاد امتناعا ودس إليه الناصر بالتحفظ وأن المدد على غزة ووصل قفجق بكتمر فنزلوا الميدان وبعثوا إلى سنجر صاحب القلعة
(٤١٣)