صاحبها بمال حمله إليه فأفرج عنه وسار إلى دمشق في ذي القعدة من السنة ثم سار في محرم سنة ثمان وعشرين إلى حصن شقيق في الجبل المطل على بيروت وصيدا وبه الضحاك بن جندل رئيس وادى اليتم قد تغلب عليه وامتنع به وتحاماه المسلمون والإفرنج يحتمى من كل طائفة بالأخرى فسار إليه وملكه من وقته وعظم ذلك على الإفرنج فساروا إلى حوران وعاثوا في نواحيها فاحتشد هو واستنجد بالتركمان وسار حتى نزل قبالتهم وجهز العسكر هنالك وخرج في البر وأناخ على طبرية وعكا فاكتسح نواحيها وامتلأت أيدي عسكره بالغنائم والسبي وانتهى الخبر إلى الإفرنج بمكانهم من بلاد حوران فأجفلوا إلى بلادهم وعاد هو إلى دمشق وراسله الإفرنج في تجديد الهدنة فهادنهم * (مقتل شمس الملوك وولاية أخيه شهاب الدين محمود) * كان شمس الملوك سيئ السيرة كثير الظلم والعدوان على رعيته مرهف الحد لأهله وأصحابه حتى أنه وثب عليه بعض مماليك جده سنة سبع وعشرين وعلاه بالسيف ليقتله فأخذ وضرب فأقر على جماعة داخلوه فقتلهم وقتل معهم أخاه سونج فتنكر الناس له وأشيع عنه بأنه كاتب عماد الدين زنكى ليملكه دمشق واستحثه في الوصول لئلا يسلم البلد إلى الإفرنج فسار زنكى فصدق الناس الإشاعة وانتقض أصحاب أبيه لذلك وشكوا لامه فأشفقت ثم تقدمت إلى غلمانه بقتله فقتلوه في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وقيل إنه اتهم أمه بالحاجب يوسف بن فيروز فاعتزم على قتلها فهرب يوسف وقتلته أمه ولما قتل ولى أخوه شهاب الدين محمود من بعده ووصل أتابك زنكى بعد مقتله فحاصر دمشق من ميدان الحصار وجدوا في مدافعته والامتناع عليه وقام في ذلك معين الدين أنز مملوك جده طغراكين مقاما محمودا وجلا في المدافعة والحصار ثم وصل رسول المسترشد أبو بكر بن بهثر الجزري إلى أتابك زنكى يأمره بمسالمة صاحب دمشق الملك البارسلان شهاب الدين محمود وصلحه معه فرحل عن دمشق منتصف السنة * (استيلاء شهاب الدين محمود على حمص) * كانت حمص لقيرجان بن قراجا ولولده من بعده والموالي بها من قبلهما وطالبهم عماد الدين زنكى في تسليمها وضايقهم في نواحيها فراسلوا شهاب الدين صاحب دمشق في أن يملكها ويعوضهم عنها بتدمر فأجاب واستولى على حمص وسار إليها سنة ثلاثين وأقطعها لمملوك جده معين الدين أنز وأنزل معه حامية من عسكره ورجع إلى
(١٥٧)