كما كان أبوه معهم ثم هلك سنة سبع وثلاثين فاستولى مسعود بن قليج أرسلان على الكثير منها وبقي الباقي بيد أخيه باغي أرسلان بن محمد * (وفاة مسعود بن قليج وولاية ابنه قليج أرسلان) * ثم توفى مسعود بن قليح أرسلان سنة احدى وخمسين وخمسمائة وملك مكانه ابنه قليح أرسلان فكانت بينه وبين باغي أرسلان ابن الوانشمند وصاحب ملطية وما جاورها من ملك الروم حروب بسبب ان قليج أرسلان تزوج بنت الملك طليق بن علي بن أبي القاسم فزوجها إليه بجهاز عظيم وأغار عليه باغي أرسلان صاحب ملطية فأخذها بما معها وزوجها بابن أخيه ذي النون بن محمد بن الوانشمند بعد أن أشار عليها بالردة لينفسخ النكاح ثم عادت إلى الاسلام وزوجها بابن أخيه فجمع قليج أرسلان عساكره وسار إلى باغي أرسلان بن الوانشمند فهزمه باغي أرسلان واستنجد ملك الروم فأمده بعسكر وسار باغي أرسلان خلال ذلك وولى إبراهيم ابن أخيه محمد وملك قليج أرسلان بعض بلاده واستولى أخوه ذو النون بن محمد بن الوانشمند على قيسارية وانفرد شاه بن مسعود أخو قليج أرسلان بمدينة انكورية وهي أنقرة واستقرت الحال على ذلك ثم وقعت الفتنة بين قليج أرسلان وبين نور الدين محمود بن زنكى وتراجعوا للحرب وكتب الصالح بن زربك المتغلب على العلوي بمصر إلى قليج أرسلان ينهاه عن ذلك ثم هلك إبراهيم بن محمد ابن الوانشمند وملك مكانه أخوه ذو النون وانتقض قليج أرسلان عليه وملك ملطية من يده والله تعالى أعلم * (مسير نور الدين العادل إلى بلاد قليج أرسلان) * ثم سار نور الدين محمود بن زنكى سنة ثمان وستين إلى ولاية قليج أرسلان بن مسعود ببلاد الروم وهي ملطية وسيواس وأقصرا فجاءه قليج أرسلان متنصلا معتذرا فأكرمه وثنى عزمه عن قصد بلاده ثم أرسل إليه شفيعا في ذي النون بن الوانشمند يرد عليه بلاده فلم يشفعه فسار إليه وملك مرعش ونهسنا وما بينهما في ذي القعدة من السنة وبعث عسكرا إلى سيواس فملكوها فمال قليج أرسلان إلى الصلح وبعث إلى نور الدين يستعطفه وقد بلغه عن الفرنج ما أزعجه فأجابه على أن يمده بالعساكر للغزو وعلى أن يبقى سيواس بيد نواب نور الدين وهي لذي النون بن الوانشمند ثم جاءه كتاب الخليفة باقطاع البلاد ومن جملتها بلاد قليج أرسلان وخلاط وديار بكر ولما مات نور الدين عادت سيواس لقليج أرسلان وطرد عنها نواب ذي النون * (مسير صلاح الدين لحرب قليج أرسلان) *
(١٦٦)