فيما يطالعه فيه وبعث السلطان على أثره العساكر مددا له مع كمشيقا الأتابك وتكلتمش أمير سلاح وأحمد بن بيبقا وكان العدو تمر قد شغل بحصار ماردين فأقام عليها أشهرا وملكها وعاثت عساكره فيها واكتسحت نواحيها وامتنعت عليه قلعتها فارتحل عنها إلى ناحية بلاد الروم ومر بقلاع الأكراد فأغارت عساكره عليها واكتسحت نواحيها والسلطان لهذا العهد وهو شعبان سنة؟؟ وتسعين مقيم بدمشق مستجمع لنطاحه والوثبة به متى استقبل جهته والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق بمنه وكرمه [الخبر عن بنى المظفر اليزدي المتغلبين على أصفهان وفارس بعد انقراض دولة بنى هلاكو وابتداء أمورهم ومصايرها] كان أحمد المظفر من أهل يزد وكان شجاعا واتصل بالدولة أيام أبى سعيد فولوه حفظ السابلة بفارس وكان منها مبدأ أمرهم وذلك أنه لما توفى أبو سعيد سنة ست وثلاثين وسبعمائة ولم يعقب اضطربت الدولة ومرج أمر الناس وافترق الملك طوائف وغلب أزبك صاحب الشمال على طائفة من خراسان فملكها واستبد بهراة الملك حسين وألان محمود فرشحه من أهل دولة لسلطان أبى سعيد عاملا على اصبهان وفارس فاستبد بأمره واتخذ الكرسي بشيراز إلى أن هلك وولى بعده ابنه أبو اسحق أمير شيخ سالكا سبيله في الاستبداد وكانت له آثار جميلة وله صنف الشيخ عضد الدين كتاب المواقف والشيخ عماد الدين الكاشي شرح كتاب المفتاح وسموهما باسمه وتغلب أيضا محمد بن المظفر على كرمان ونواحيها فصارت بيده وطمع في الاستيلاء على فارس وكان أبو اسحق أمير شيخ قد قتل شريفا من أعيان شيراز فنادى بالنكير عليه ليتوصل إلى غرض انتزاع الملك من يده وسار في جموعه إلى شيراز ومال إليه أهل البلد لنفرتهم عن أمير شيخ لفعلته فيهم فأمكنوه من البلد وملكها واستولى على كرسيها وهرب أبو اسحق أمير شيخ إلى اصبهان واتبعه ففر منه أيضا وملك اصبهان وبث الطلب في الجهات حتى تقبض عليه وقتله قصاصا بالشريف الذي قتله بشيراز وكان له من الولد أربعة شاه ولى ومحمود وشجاع وأحمد وتوفى شاه ولى أيام أبيه وترك ابنيه منصورا ويحيى وملك ابنه محمود اصبهان وابنه
(٥٥٦)