الدين لاشين ورده إلى امارته وانتهى إلى دمشق ثم سار إلى حلب ثم دخل منها إلى قلعة الروم فحاصرها في جمادى من السنة وملكها عنوة بعد ثلاثين يوما من الحصار وقاتل المقاتلة الذريعة وخرب القلعة وأخذ فيها بترك الأرمن أسيرا وانكفأ السلطان راجعا إلى حلب فأقام بها شعبان وولى عليها سيف الدين الطباقي نائبا مكان قراسنقر الظاهري لأنه ولاه مقدم المماليك ورحل إلى دمشق فقضى بها عيد الفطر واستراب لاشين النائب فهرب ليلة الفطر وأركب السلطان في طلبه وتقبض عليه بعض العرب في حيه وجاء به إلى السلطان فبعثه مقيدا إلى القاهرة وولى على نيابة دمشق عز الدين ايبك الحميدي عوضا عن علم الدين سنجر الشجاعي ورجع إلى مصر فافرج عن علم الدين سنجر الشجاعي وتوفى لسنة بعد اطلاقه ثم قبض على سنقر الأشقر وقتله وسمع نائبه بيد وببراءة لاشين فأطلقه وتوفى ابن الأثير بعد شهر فولى مكانه ابنه عماد الدين أيوب وكان أيوب قد اعتقله المنصور لأول ولايته فأطلقه الأشرف هذه السنة لثلاث عشرة سنة من اعتقاله واستخلصه للمجالسة والشورى وتوفى القاضي فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر كاتب السر وصاحب ديوان الانشاء وله التقدم عنده وعند أبيه فولى مكانه فتح الدين أحمد بن الأثير الحلي وترك ابن عبد الظاهر ابنه علاء الدين عليا فألقى عليه النعمة منتظما في جملة الكتاب ثم سار السلطان إلى الصعيد يتصيد واستخلف بيدو النائب على دار ملكه وانتهى إلى قوص وكان ابن السلعوس قد دس إليه بان بيدو احتجن بالصعيد من الزرع ما لا يحصى فوقف هنالك على مخازنها واستكثرها وارتاب بيدو لذلك ولما رجع الأشرف إلى مصر ارتجع منه بعض اقطاعه وبقي بيدو مرتابا من ذلك وأتحف السلطان بالهدايا من الخيام والهجن وغيرهما والله تعالى أعلم * (مسير السلطان إلى الشأم وصلح الأرمن ومكثه في مصيا وهدم الشوبك) * ثم تجهز السلطان سنة ثنتين وتسعين إلى الشأم وقدم بيد والنائب بالعساكر وعاج على الكرك على الهجن فوقف عليها وأصلح من أمورها ورجع ووصل إلى الشأم فوافاه رسول صاحب سيس ملك الأرمن راغبا في الصلح على أن يعطى تهسنا ومرعش وتل حمدون فعقد لهم على ذلك وملك هذه القلاع وهي في فم الدرب من ضياع حلب وكانت تهسنا للمسلمين ولما ملك هلاكو حلب باعها النائب من ملك الأرمن سيس ثم سار السلطان إلى حمص ووصل إليها في رجب من السنة ومعه المظفر صاحب حماة ونزل سليمة ولقيه مهنا بن عيسى أمير العرب فقبض عليه وعلى أخويه محمد وفضل وابنه موسى وبعثهم معتقلين مع لاشين إلى دمشق ومن هناك إلى مصر فحبسوا بها وولى على
(٤٠٥)