أصحابه فيه وكان ابن عمه الشهاب أبو المحاسن وزير السلطان سنجر فتوفى واستوزر سنجر بعده أبا طاهر القمر عدوا لبنى نظام الملك فأغرى السلطان سنجر حتى أمر السلطان محمود بنكبته فقبض عليه ودفعه إلى طغرل فحبسه بقلعة جلجلال ثم قتله بعد ذلك وكان أخوه نظام الدين أحمد قد استوزره المسترشد وعزل به جلال الدين أبا على ابن فلما بلغه نكبة شمس الملك ومقتله عزل أخاه نظام الدين وأعاد بن إلى وزارته والله سبحانه وتعالى أعلم * (ظفر السلطان بالكرج) * ثم وفد سنة سبع عشرة على السلطان محمود جماعة من أهل وشروان يستصرخونه على الكرج ويشكون ما يلقون منهم فسار لصريخهم ولما تقارب الفئتان هم السلطان بالرجوع وأشار به وزيره شمس وتطارح عليه أهل شروان فأقام وباتوا على وجل ثم وقع الاختلاف بين الكرج وقفجاق واقتتلوا ليلتهم ورحلوا منهزمين وعاد السلطان إلى همدان والله تعالى اعلم * (عزل البرسقي عن شحنة العراق وولاية برتقش الزكوي) * كان الخليفة المسترشد قد وقعت بينه وبين دبيس بن صدقة حروب شديدة بنواحي المباركة من أطراف غانة وكان البرسقي معه وانهزم دبيس فيها هزيمة شنيعة كما مر في أخباره وقصد غزنة صريخا فلم يصرخوه فقصد المقتفق وسار بهم إلى البصرة فدخلوها واستباحوها وقتلوا سلمان نائبها فأرسل الخليفة لي البرسقي بالنكير على إهمال أمر دبيس حتى فتك في البصرة فسار البرسقي إليه وهرب دبيس فلحق بالإفرنج وجاء معهم لحصار حلب فامتنعت فلحق بطغرل بن السلطان محمد يستحثه لقصد العراق كما مر ذلك في أخبار دبيس وبقيت في نفس المسترشد عليه ولحق بها أمثالها فتنكر له وبعث إلى السلطان محمود في عزله فعزله وأمره بالعود إلى الموصل لجهاد الإفرنج ووصل نائب برتقش إلى بغداد وأقام بها الشحنة وبعث السلطان ابنا له صغيرا ليكون معه على الموصل وسار البرسقي به ووصل الموصل وقام بولايتها * (بداية أمر بنى أقسنقر وولاية عماد الدين زنكى على البصرة) * كان عماد الدين زنكى فيه جملة البرسقي ولما أقطعه السلطان واسط بعث عليها زنكى فأقام فيها أياما ثم كان مسير البرسقي إلى البصرة في أتباع دبيس فلما هرب دبيس عنها بعث البرسقي إليها عماد الدين زنكى فأقام بحمايتها ودفع العرب عنها ثم استدعاه البرسقي عندما سار إلى الموصل فضجر من تلون الأحوال عليه واختار اللجاق بأصبهان
(٥٢)