من عساكر الموصل مودود وانتقاض فعاد فخر الدين بن عمار لي دمشق في محرم سنة ثنتين وخمسمائة وسار منها إلى فملكها وبعث أهل طرابلس لي الأفضل أمير الجيوش بمصر يستمدونه ويسألون الوالي عليهم فبعث إليهم شرف الدولة بن أبي الطيب بالمدد والأقوات والسلاح وعدة الحصار واستولى على ذخائر ابن عمار وقبض على جماعة من أهله وحمل الجميع في البحر إلى مصر * (خبر القمص صاحب الرها مع جاولى ومع صاحب أنطاكية) * كان جاولى قد ملك الموصل من يد أصحاب جكرمس ثم انتقض فبعث السلطان إليه مودود في العساكر فسار جاولى عن الموصل وحمل معه القمص بردويل صاحب الرها الذي كان أسره سقمان وأخذه منه جكرمس وأصحابه وترك الموصل ثم أطلق جاولى هذا القمص في سنة ثلاث وخمسمائة بعد خمس سنين من أسره على مال قرره عليه وأسرى من المسلمين عنده يطلقهم وعلى أن يمده بنفسه وعساكره وماله متى احتاج إلى ذلك ولما انبرم العقد بينهما بعث بوالي سالم بن مالك بقلعة جعفر حتى جاءه هناك ابن خاله جوسكين تل ناشر فأقام رهينة مكانه ثم أطلقه جاولى ورهن مكانه أخا زوجته وزوجة القمص فلما وصل جوسكين إلى فنج أغار عليها ونهبها وسبى جماعة من أصحاب جاولى إلى الغدر فاعتذر بأن هذه البلاد ليست لكم ولما أطلق القمص سار إلى أنطاكية ليسترد الرها من يد سكرى لأنه اخذها بعد أسره فلم يردها وأعطاه ثلاثين ألف دينار ثم سار القمص إلى تل ناشر وقدم عليه أخوه جوسكين الذي وضعه رهينة عند جاولى وسار سكرى صاحب أنطاكية لحربهما قبل أن يستفحل أمرهما وينجدهما جاولى فقاتلوه ورجع إلى أنطاكية وأطلق القمص مائة وستين من أسرى المسلمين ثم سار القمص وأخوه جوسكين وأغاروا على حصون أنطاكية وأمدهم صاحب رعيان وكيسوم وغيرهما من القلاع شمال حلب وهو من الأرمن بألف فارس وألفى راجل وخرج إليهم سكرى وتراجعوا للحرب ثم حملهم الترك على الصلح وحكم على سكرى برد الرها على القمص صاحبها بعد أن شهد عنده جماعة من البطارقة والأساقفة بأن اسمند خال سكرى لما انصرف إلى بلاده أوصاه برد الرها على صاحبها إذا خلص من الأسر فردها سكرى على القمص في صفر سنة ثلاث ووفى القمص لجاولى بما كان بينهما ثم قصد جاولى الشأم ليملكه وتنقل في نواحيه كما مر في أخباره وكتب رضوان صاحب حلب إلى سكرى صاحب أنطاكية يحذره من جاولى ويستنجده عليه فأجابه وبرز من أنطاكية وبعث إليه رضوان بالعساكر واستنجد جاولى القمص صاحب الرها فأنجده بنفسه ولحق به على منبج وجاءه الخبر هنالك باستيلاء عسكر السلطان على بلده الموصل وعلى خزائنه بها
(١٩١)