فهربوا وبقي لؤلؤ في؟؟ ثم حمل المعز على الناصر وأصحابه فانهزموا وانفض عسكرهم وجئ بلؤلؤ الأتابكي أسيرا فقتله صبرا وبأمراء بنى أيوب فحبسهم ورجع ايبك من الوقعة فوجد عساكر الناصر مجتمعين بالعباسة يظنون الغلب لهم فعدل إلى بلبيس ثم إلى القلعة ورجعت عساكر الشام من اتباع المنهزمين لما شعروا بهزيمة صاحبهم فلحقوا بالناصر بدمشق ودخل ايبك إلى القاهرة وحبس بنى أيوب بالقلعة ثم قتل منهم إسماعيل الصالح ووزيره ابن يغمور الذي كان معتقلا من قبل ولما وصل الناصر إلى دمشق أزاح علل عساكره وعجل لكرة إلى مصر ونزل غزة سنة خمسين وبرزت عساكر مصر للقائه فتواقفوا مليا ثم وصل نجم الدين البادراني رسول المستعصم فأصلح بين الطائفتين على أن يكون القدس والساحل إلى نابلس لمعز والتخم بين المملكتين نهر الأردن وانعقد الامر على ذلك ورجع كل إلى بلده وأخرج المعز عن أمراء بنى أيوب الذين حبسهم يوم الوقعة والله سبحانه وتعالى أعلم * (واقعة لعرب بالصعيد مع اقطاى) * لما شغل الصالح بالإفرنج وما بعدهم عظم فساد العرب بالصعيد واجتمعوا على الشريف خضر الدين أبى ثعلب بن نجم الدين عمر بن فخر الدين إسماعيل بن حصن الدين ثعلب الجعفري من ولد جعفر بن أبي طالب الذين أجازوا من الحجاز لما غلبهم بنو عمهم بنواحي لمدينة في الحروب التي كانت بينهم وأطاعه أعراب الصعيد كافة ولم يقدر على كفهم عن الراية واتصل ذلك وهلك الصالح واستبد الترك بمصر وشغلوا عنهم بما كان من مطالبة بنى أيوب لهم فلما فرغ المعز ايبك من أمر الناصر وعقد الصلح معه بعث لحربهم فارس الدين اقطاى وعز الدين ايبك الافرم أمير البحرية فساروا إليهم ولقوهم بنواحي إخميم فهزموهم وفر الشريف ناجيا بنفسه ثم قبض عليه بعد ذلك وقتل ورجعت العساكر إلى القاهرة والله تعالى أعلم * (مقتل اقطاى الجامدار وفرار البحرية إلى الناصر ورجوع ايبك إلى كرسيه) * كان اقطاى الجامدار من أمراء البحرية وعظمائهم ويلقب فارس الدين وكان رديفا للمعز ايبك في سلطانه وأتابكه وكان يغض من عنانه عن الطموح إلى الكرسي وكان يخفض من جناحه للبحرية يتألفهم بذلك فيميلون له عن ايبك فاعتز في الدولة واستفحل أمره وأخذ من المعز الإسكندرية اقطاعا وتصرف في بيت المال وبعث فخر الدين محمد بن الناصر بهاء الدين بن حياء إلى المظفر صاحب حماة في خطبة ابنته فتزوجها وأطلق يده في العطاء والاقطاع فعم الناس وكثر تابعه وغص به المعز ايبك واجمع
(٣٧٥)