علاء الدين صار من موالي الصالح وكان من نفرتهم واستقامتهم ما قدمناه ثم قدم إلى مصر في دولة المظفر قطز مع الظاهر بيبرس ولما ملك الظاهر قربه واختصه وأصهر إليه ثم بايع لابنه السعيد من بعده ولما استوحش الأمراء من السعيد وخلعوه رغبوا من الأمير قلاون في الولاية عليهم كما قدمناه ونصب أخاه شلامش بن الظاهر فوافقه الأمراء على ذلك طواعية له واتصلت رغبتهم في ولايته مدة شهرين حتى أجابهم إلى ذلك فبايعوه في جمادى سنة ثمان وسبعين فقام بالأمر ورفع كثيرا من المكوس والظلامات وقسم الوظائف بين الأمراء وولى جماعة من مماليكه امرة الألوف وزادهم في الاقطاعات وأفرج لوقته عن عز الدين ايبك الافرم الصالحي وولاه نائبا بمصر ثم استبقاه فأعفاه وولى مملوكه حسام الدين طرنطاي مكانه ومملوكه علم الدين سنجر الشجاعي الدواوين وأقر الصاحب برهان الدين السنجاري في الوزارة ثم عزله بفخر الدين إبراهيم ابن لقمان وبعث عز الدين أيدمر الظاهري الذي كان اعتقله جمال الدين أقوش حين رجع بعساكر الشأم عن السعيد بن الظاهر من بلبيس فجئ به مقيدا واعتقله والله تعالى ولى التوفيق * (انتقاض السعيد بن الظاهر بالكرك ووفاته وولاية أخيه خسرو مكانه) * ولما ملك السلطان قلاون شرع السعيد بالكرك وكاتب الأمراء بمصر والشأم في الانتقاض وخاطبه السلطان بالعتاب على نقض العهد فلم يستعتب وبعث عساكره مع حسام الدين لاشين الجامدار إلى الشوبك فاستولى عليها فبعث السلطان نور الدين ببليك الايدمرى في العساكر فارتدها في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وقارن ذلك وفاة السعيد بالكرك واجتمع الأمراء الذين بها ومقدمهم نائبه ايدكين الفخري وقال إن نائبه كان ايدغرى الحراني فنصبوا أخاه خسرو ولقبوه المسعود نجم الدين واستولى الموالى على رأيه وأفاضوا المال من غير تقدير ولا حساب حتى أنفقوا ما كان بالكرك من الذخيرة التي ادخرها الملك الظاهر وأمراء الشأم في الخلاف وبعثوا العساكر فاستولوا على الصليب وحاصروا صرخد فامتنعت وكاتبوا سنقر الأشقر المتظاهر على الخلاف فبعث السلطان ايبك الافرم في العساكر لحصار الكرك فحاصرها وضيق عليها ثم سأل المسعود في الصلح على ما كان الناصر داود بن المعظم فأجابه السلطان قلاون وعقد له ذلك ثم انتقض ثانية ونزع عنه نائبه علاء الدين ايدغرى الحراني ونزع عنه إلى السلطان فصدق ما نقل عنه من ذلك ثم بعث السلطان سنة خمس وثمانين نائبه حسام الدين طرنطاي في العساكر لحصار الكرك فحاصروها واستنزل المسعود وأخاه شلامش منها على الأمان وملكها وجاء بهما إلى
(٣٩٥)