قتله فاستدعاه بعض الأيام للقصر للشورى سنة ثنتين وخمسين وقد أكمن له ثلاثة من مواليه في ممره بقاعة الأعمدة وهم قطر وبها دل وسنجر فوثبوا عليه عند مروره بهم وبادروه بالسيوف وقتلوه لحينه واتصلت الهيعة بالبحرية فركبوا وطافوا بالقلعة فرمى إليهم برأسه فانفضوا واستراب أمراؤهم فاجتمع ركن الدين بيبرس البندقداري وسيف الدين قلاون الصالحي وسيف الدين سنقر الأشقر وبدر الدين بنسر الشمسي وسيف الدين بلبان الرشيدي وسيف الدين تنكر واخوه سيف الدين موافق ولحقوا بالشام فيمن انضم إليهم من البحرية واختفى من تخلف منهم واستصفيت أموالهم وذخائرهم وارتجع ما أخذه اقطاى من بيت المال ورد ثغر الإسكندرية إلى أعمال السلطان وانفرد المعز ايبك بتدبير الدولة وخلع موسى الأشرف وقطع خطبته وخطب لنفسه وتزوج شجر الدر زوجة الصالح التي كانوا ملكوها من قبل واستخلص علاء الدين ايد غدى العزيزي وجماعة العزيزية وأقطعه دمياط ولما وصل البحرية وأمراؤهم إلى غزة كاتبوا الناصر يستأذنونه في القدوم وساروا إليه فاحتفل في مبرتهم وأغروه بملك مصر فأجابهم وجهز العساكر وكتب المعز فيهم إلى الناصر وطلبوا منه القدس والبلاد الساحلية فاقطعها لهم ثم سار الناصر إلى الغور وبرز إلى القاهرة في العزيزية ومن إليهم ونزل العباسية وتواقف الفريقان مدة ثم اصطلحوا ورجع كل إلى بلده سنة أربع وخمسين وبعث ايبك رسوله إلى المستعصم بطاعته وطلب الألوية والتقليد ولما رجع إلى مصر قبض على علاء الدين ايدغدى لاسترابته به وأعاد دمياط إلى أعمال السلطان واتصلت أحواله إلى أن هلك في الدولة والله تعالى أعلم * (فرار الافرم إلى الناصر بدمشق) * كان عز الدين ايبك الافرم الصالحي واليا على قوص وإخميم وأعمالها فقوى أمره وهم بالاستبداد وأراد المعز عزله فامتنع عليه فبعث بعض الخوارزمية مددا له ودس إليهم الفتك به فلما وصلوا إليه استخدمهم وخلطهم بنفسه فاغتالوه وقبضوا عليه وتراموا إليه للحين فبطشوا بهم وقتلوهم وخلعوه ثم عزله بعد ذلك الدين الصميري في خدمته واستدعاه إلى مصر فأقام عنده ثم بعثه مع اقطاى إلى الصعيد وحضر ومعه الشريف أبو ثعلب والعرب كما مر وعاد اقطاى إلى مكانه من الدولة وأوعز المعز ايبك إلى الافرم بالمقام لتمهيد بلاد الصعيد وأن يكون الصيمري في خدمته وبلغه وهو هناك أن المعز عدا على اقطاى وقتله وان أصحابه البحرية فروا إلى الشام فاستوحش وأظهر العصيان واستدعى الشريف أبا ثعلب وتظاهر معه على الفساد وجمعوا الاعراب من كل ناحية ثم بعث المعز سنة ثلاث وخمسين شمس الدين
(٣٧٦)