أقسنقر وبوزان إلى بركيارق وعاد تتش منهزما إلى الشام وجمع العساكر واستوعب في الحشد وسار إلى أقسنقر في حلب فبرز إليه ومعه بوزان صاحب الرها وكربوقا الذي ملك الموصل فيما بعد ولقيهم تتش على ستة فراسخ من حلب فانهزموا وجئ باقسنقر أسيرا فقتله صبرا ولحق كربوقا وبوزان بحلب فحاصرها تتش وملكها وأخذهما أسيرين وبعث إلى حران والرها في الطاعة فامتنعوا فقتل بوزان وملكهما وحبس كربوقا بحمص ثم سار إلى الجزيرة فملكها جميعا ثم إلى ديار بكر وخلاط ثم آذربيجان ثم همذان وبعث إلى بغداد في الخطبة وكان بركيارق يومئذ بنصيبين فعبر دجلة إلى أربل ثم منها إلى بلد سرحاب بن بدر وسار الأمير يعقوب بن ارتق من عسكر تتش فكبسه وهزمه ونجا إلى اصبهان فكان من خبره ما تقدم وبعث تتش يوسف بن اتق التركماني شحنة إلى بغداد فمنع منها فعاث في نواحيها ثم بلغه مهلك تتش فعاد إلى حلب وهذه الأخبار كلها قد تقدمت في أول دولة السلجوقية وانما ذكرنا هاهنا توطئة لدولة بنى تتش بدمشق وحلب والله أعلم * (مقتل تتش) * ولما انهزم بركيارق أمام عمه تتش لحق بأصبهان وبها محمود وأهل دولته فأدخلوه وتشاوروا في قتله ثم أبقوه إلى ابلال محمود من مرضه فقدر هلاك محمود وبايعوا لبركيارق فبادر إلى اصبهان وقدم أميرا آخر بين يديه لاعداد الزاد والعلوفة وسار هو إلى اصبهان ورجع تتش إلى الري وأرسل إلى الأمراء بأصبهان يدعوهم ويرغبهم فأجابوه باستبراء أمر بركيارق ثم إبل بركيارق من مرضه وسار في العساكر إلى الري فانهزم تتش وانهزم عسكره وثبت هو فقتله بعض أصحاب أقسنقر بثار صاحبه واستقام الامر لبركيارق والله تعالى أعلم * (استيلاء رضوان بن تتش على حلب) * كان تتش لما انفصل من حلب استخلف عليها أبا القاسم الحسن بن علي الخوارزمي وأمكنه من القلعة ثم أوصى أصحابه قبل المصاف بطاعة ابنه رضوان وكتب إليه بالمسير إلى بغداد ونزول دار السلطنة فسار لذلك وسار معه أبو الغازي بن ارتق وكان أبوه تتش تركه عنده وسار معه ومعه محمد بن صالح بن مرداس وغيرهما وبلغه مقتل أبيه عند هيت فعاد إلى حلب ومعه الأميران الصغيران أبو طالب وبهرام وأمه وزوجها جناح الدولة الحسن بن افتكين لحق بهم من المعركة فلما انتهوا إلى حلب امتنع أبو القاسم بالقلعة ومعه جماعة من المغاربة وهم أكثر جندها فاستمالهم جناح
(١٤٧)