السلطان لذلك وازداد وحشة ثم سعى بكتمر الجوكندار في اصلاح الحال وحمل السلطان على تغريب بعض الخواص من مماليكه إلى القدس وكان بيبرس ينسب إليهم هذه الفتنة ونشأتها من أجلهم فقربهم السلطان وأعتب الأميرين ثم أعيد الموالى من القدس إلى محلهم من خدمتهم واتهم السلطان الجوكندار في سعايته فسخطه وأبعده وبعثه نائبا عن صفد ثم غص بما هو فيه من الحجر والاستبداد وطلب الحج فهجره بيبرس وسلار وسار على الكرك سنة ثمان وودعه الأمراء واستصحب بعضا منهم فلما مر بالكرك دخل القلعة وأخرج النائب جمال الدين أقوش الأشرف إلى مصر وبعث عن أهله وولده كانوا مع المحمل الحجازي فعادوا إليه من العقبة وصرف الأمراء الذين توجهوا معه وأظهر الانقطاع بالكرك للعبادة وأذن لهم في إقامة من يصلح لأمرهم فاجتمعوا بدار النيابة وتشاوروا واتفقوا على أن يكون بيبرس سلطانا عليهم وسلار على نيابته وبايعوا بيبرس في شوال سنة ثمان ولقبوه المظفر وقلده الخليفة أبو الربيع وكتب للناصر بنيابة الكرك وعينت له اقطاع يختص بها وقام سيف الدين سلار بالنيابة على عادة من قبله وأقر أهل الوظائف والرتب على مراتبهم وبعث أهل الشأم بطاعتهم واستقر بيبرس في سلطانه والله تعالى أعلم * (انتقاض الأمير بيبرس وعود الناصر إلى ملكه) * ولما دخلت سنة تسع هرب بعض موالي الناصر فلحقوا بالكرك وقلق الظاهر بيبرس المظفر وبعث في اثرهم فلم يدركوهم واتهم آخرون فقبض عليهم ونشأت الوحشة لذلك واتصلت المكاتبة من الأمراء الذين بالشأم إلى السلطان بالكرك وخرج من مكانه يريد النهوض إليهم ثم رجع ووصل كتاب نائب دمشق أقوش الافرم فسكن الحال وبعث الجاشنكير بيبرس إلى السلطان برسالة مع الأمير علاء الدين مغلطاي ايدغلى وقطلو بغا تتضمن الارجاف فثارت لها حفائظه وعاقب الرسولين وكاتب أمراء الشأم يتظلم من بيبرس وأصحابه بمصر ويقول سلمت لهم في الملك ورضيت بالضنك رجاء الراحة فلم يرجعوا عنى وبعثوا إلى بالوعيد وانهم فعلوا ما فعلوا بأولاد المعز ايبك وبيبرس الظاهر ومثل ذلك من القول ويستنجدهم ويمت إليهم بوسائل التربية والعتق في دفاع هؤلاء عنه والا لحقت ببلاد التتر وبعث بهذه الرسالة مع بعض الجند كان مستخدما بالكرك من عهد أقوش الأشرفي وأقام هنالك وكان مولعا بالصيد فاتصل بالسلطان في مصايده وبث إليه ذات يوم شكواه فقال أنا أكون رسولك إلى أمراء الشأم فبعث إليهم بهذه الرسالة فامتعضوا وأجابوه بالطاعة كما يحب منهم وسار السلطان إلى البلقاء وأرسل جمال الدين أقوش الافرم نائب دمشق إلى مصر فأخبر الجاشنكير بيبرس بالحال
(٤٢٢)